إحنا جيلنا يا يونس زي ورق الخريف ...عارف ايه هو ورق الخريف ؟؟؟ هو ورق الشجر إللي بيذبل من البرد و المطر و التراب ...ويقع من علي الشجرة وحيد ميت ... مكسور و مع اي لمسة الكسر بيحوله لتراب ...تراب بيرميه الريح لكل مكان

الاثنين، 29 ديسمبر 2008

ماتت


ماتت
سارة ماتت
ماتت
احلام طارق ماتت
ماتت
افراح شيماء ماتت
ماتت
كرامتنا ماتت
ماتت
مئات الأرواح تزهق
مئات الأرواح تغادر اجسادها
مئات الأرواح تغادر ارضنا صاعدة لربها
لتهرب من اللعنة
التي تصب علينا

لعنة علينا
و لعنة عل حكامنا


لعنة علينا
و لعنة علي حكامنا


ماتت
اطفال كثيرة ماتت


ماتت
احلام كثيرة ماتت


ماتت


غزة ماتت

الاثنين، 8 ديسمبر 2008

كل سنة و انتوا طيبين ...

مش حتكلم كثير ...

مش ححكي ولا حطلع عبر من العيد ...


انا عارف ان العيد كل ما بنكبر مش بيبقا زي الأول ...


بس انا حديكوا نصيحة ...


عايزين تحسوا بالعيد بعد كدة ...


في اخواتكم و اولادكم ...


عودوهم يتجمعوا في المناسبات دي ...


مهما كانت الهموم ..


حتحسوا بالعيد ...


انا بقلوكوا الكلام دة و انا بقضي العيد لوحدي قصاد جهاز الكمبيوتر بتاعي ياعني مافيش وحدة اكثر من كدة


اتحركوا شوية بقا ....


و خالوا بكرة احلي ...


عرفوا ولادكم ياعني ايه حب ....


ياعني ايه عيلة ...


عشان يحسوا بالعيد و يحسسونا بالعيد


و كل سنة وانتوا طيبين يا جماعة ...


ماحدش حيقولي كل سنة و انا طيب ولا ايه ؟؟؟

الخميس، 27 نوفمبر 2008

قلبي إللي بطل يبكي علي إللي راح


قلبي إللي بطل يبكي علي إللي راح

قلبي إللي نسي كل الجراح

بطل يا قلبي تفضل تقول الأه

لما تسمع صداه تاه

تبقي اقوي من الف اه

بطل يا قلبي تحاول تبطل تنزف دم

في جرحك دة اثبات انك لسة حي

و لو دويتوا جراح قلوبكوا

تموتوا في اليوم الف مرة

قلبي دلوقتي بيسئل عن إللي جاي ...

قلبي اتعلم و بطل بكا و همه اكبر من اي هم

قلبي همه يفضل سعيد

شبح الأبتسامة يفضل اكيد

و علي حزنه يقفل بيبانه

في اوضة في اخر قلبه

هو نفسه ميخطهاش تاني

دفن حزنه جوة قلبه عشان ميوصلش

عشان ميوصلش في يوم من الأيام و يقول اه

يروح صوتها في الصدي

و تبقي اقوي من الف اه

قلبي دلوقتي بيدور علي حبيبي

حبيبي الحقيقي مش حبيبي الأولاني

غلطتي حبيت انسان

طريقي الأن

حبي للأمان

حبي لحرية و جناحات تطير بعيد عن كل مكان

طاير و بكسر قيود الفضاء

اعدي القمر و النجوم

باصص علي حلم تاني جاي من بعيد

عن مكان احط فيه قلبي

و ارحل و انا سعيد

و انا سعيد

السبت، 22 نوفمبر 2008

Batman - The Long Halloween


انه الفن بشتى انواعه ...

انه الفن الذي اعشقه و أصر اننا إذا تواصلنا مع الفن و الأبداع سنصل للعالم كله و لكل القلوب و لكل العقول و سيكون لنا صوت مسموع في العالم ...
هنا نتحدث عن فن الكوميكس ... هذا الفن الذي اندثر عندنا قبل ان يبدء إلا محاولة اسمها مترو تم بمنتهي العنجهية مصادرتها لأن الناشر له ميول معارضة ... بلد جميلة صحيح

علي جانب اخر و من الناحية الأخري من العالم هناك قصص عالية جدا من حيث الجودة و الحبكة تصاغ علي هيئة قصص كوميكس او بمعني معرب قصص مصورة ... ليأتي الأبداع في الرسم و التلوين و خلق المشاهد و حركتها و تتابعها لتشعر انك تشاهد فيلم سينمائي امامك فعلا ...

بل و مؤخرا بدءت السينما في الأقتباس من قصص الكوميكس مثل روائع فرانك مييلر ( sin city ) و ( 300 ) المبدع في مجال الكوميكس و تم استغلال هذه الأفلام في السينما لتخلق روائع اخري ستخلد في تاريخ السينما ...

اليوم اتيت برائعة اخري تم تحويلها ايضا لفيلم سينيمائي

Batman The Long Halloween

التي اقتبس منها نولان رائعته




The Dark Knghit





تبدأ السلسلة باول اعدادها (( الجريمة )) من اصل 13 عدد نبدأ بمقولة للرجل الوطواط وهو يقول :


(( لقد وعدت والداي أن أخلي المدينة ... من الشيطان الذي سرق حياتهم ))


لنعيش قصة جديدة لبات مان و المفتش جوردن و هارفي دينت ( ذو الوجهين ) و ايفي السامة و الجوكر و مليسيا ( المراة القطة ) و رجل المافيا فالكون رومان و كذلك ماروني و الصراع الرباعي بين ( الرجل الوطواط و هارفي دينت و المفتش جوردن ) و زعيم عائلة المافيا (رومان) فالكون رومان ...

لكن الأحداث تتصاعد بقاتل متسلسل غامض يسمي برجل الأعياد ... في كل عيد يقتل احد افراد عائلة رومان ... لتدور دائرة الشك بين هارفي دينت و احيانا المفتش جوردن و احيانا اخري رومان ذات نفسه ...

و تدور و تدور الدائرة و تتصاعد الأحداث بالمزيد من الخسارات التي يعاني منها كل اطراف الصراع و البناء الدرامي المتصاعد بدقة و تنتهي الأحداث بمفاجأة كبيرة

و في خلال هذه الأحداث تقابل معظم الشخصيات التي نعرفها من تاريخ افلام الرجل الوطواط
ربما كان اهمهم

الجوكر

المرأة القطة

ايفي السامة

ريدلير

و أخرون

كما انك تشاهد لوح فنية بديعة تجذب النظر و تأسره في الحال بجانب إخراج فني عالي لتوالي المشاهد بعبقرية

خصوصا ان هناك بعض المشاهد السريعة التي من المفترض انها تعرض في نفس الوقت لأضفاء بعض الأثارة فيتم نقلك عبر كدرات مرسومة ببراعة من هذا المكان للأخر
من اروع أجزاء هذه السلسلة :
الكريسميس ( الجزء الثالث )

و بداية ظهور الجوكر الذي يشعر بالغيرة من رجل الأعياد هذا و يرغب في العثور عليه و القضاء عليه و تظهر العديد من الشخصيات في هذا الجزء لتبدأ الأحداث في التصاعد

كذبة إبريل ( الجزء السابع )

عندما يؤجرفالكون رومان.. ريدلير ليحل له لغز هذا القاتل المتسلسل المجهول و توضع اكثر من نظرية لأكثر من شخصية داخل السلسلة

عيد الأم ( الجزء الثامن )

و في هذا الجزء يخرج بنا من جو السلسلة لنقضي رحلة داخل بروس وين ذات نفسه عندما يقضي عيد الأم في الشارع الذي قتلت فيه مع والده و يتذكر ما حدث ليقدم سيمفونية درامية عالية تنتهي بكادر عبقري لطائرات الهليكوبتر تطارد بروس وين بينما هو يحتضن شاهد قبر امه و يبكي بحرقة

عيد رومان ( الجزء الحادي عشر )

عندما يحتفل ماروني بعيد ميلاده و في نفس الوقت تنفذ عملية اغتيال هارفي دينت في تنقل مذهل بين كدرات الأحتفال و قاعة المحكمة حيث تنفذ عملية الأغتيال و مع هذا الجزء تبدأ النهاية و أشتعال الأحداث حتي الذروة عبر الثلاث أجزاء الأخيرة
سلسلة تستحق ان تقتنيها و ان تقرئها ...
سلسلة جديرة بالأحترام بحق ...

الأربعاء، 19 نوفمبر 2008

قبل شروق الشمس ... وبعد غروبها ...

















إنه الحب ...


اليوم أتيت لكم بفيلم او بمعني اصح فيلمين يستحيل إذا شاهدهم المرء أن ينساهم , فيلمين في الحقيقة أثروا في و بشدة , و أعتبرهم من اروع ما شهدت في تاريخ السينما , هذا التاريخ الذي لا ينضب ابدا ابدا من روائع و اساطير و حواديت تسرق اذهننا و تسحرنا ...

اليوم أتحدث عن سحر خاص , و انا اعني كل حرف من الكلمة عندما اقول خاص فلهذه السلسلة التي تتكون من فيلمين سحر خاص و طابع خاص صعب ان تجده في اي فيلم اخر سواء كان رومانسيا او إجتماعيا ...


تقديمة صغيرة للفيلمين :

الفيلم الأول : الفيلم الثاني :
Before Sunsetـ Before Sunrise
إنتاج إنتاج
1995 2004
بطولة :

هما فيلمان يستحقان المشاهدة من الأفلام التي اعتبرها من نوعية السمو بالمشاعر , او الفضفضة التي قد تجدها لروحك عبر عمل ادبي او فني يفرغ الشحنات العاطفية التي بداخلك ...

من نوعية الأفلام التي دائما تنتهي معك بإبتسامة هادئة او تنهيدة طويلة او دمعة صغيرة تحتبس داخل عينيك

جيسي هو شاب امريكي يلتقي بـ سيلين الفتاة الفرنسية علي متن القطار الأوروبي من بودابست إلي فيينا... يلتقيان لأول مرة يتعرفان و في لحظة مجنونة يقرران النزول في فيينا ليقضوا اليوم معا حتي ميعاد طائرته في اليوم التالي وهي توافق ليقضوا و نقضي معهم يوم في فيينا منذ بدايته و حتي فجر اليوم الأخر ليصحبونا في رحلة داخل المدينة الساحرة و داخل انفسهم و هم يتعرفان علي بعضهم اكثر فأكثر ... كل منهم يخبر الأخر بنظرياته في الحياة و فلسفته ... عن طباعه ... عن ما يحب ... عن ما يكره ... عن ما يخاف ... عن ماذا يبحث ؟؟؟ .. عن حقيقة مشاعرهم نحو بعضهم بعد نهاية اليوم ... ليكتشف كل منهم انه وجد فارس احلامها و فتاة احلامه في هذا اليوم لكن للأسف ... ياتي الفجر و يحين موعد الأفتراق الذي حاولوا مرارا و تكرارا في عدم التفكير في هذه اللحظة اثناء يومهم ... لينتهي اللقاء بنظرة شغف و حزن في عيونهم و قرار بلقاء اخر في نفس المكان في موعد محدد و يفترق الحبيبان لينتهي الجزء الأول الذي انتج عام 1995 و انت تشاهد بعينيك افكارك و تخيلاتك و فلسفتك في الحياة و تكتشف انك لست وحيدا الدنيا بأكملها تحمل نفس الهموم و الأحلام و الأحتياجات ... فقط نحتاج للانسان المناسب لنخرج له ما بداخلنا و عندها سيكون التلاقي ...



يأتي الجزء الثاني بعد 9 اعوام في احداث القصة و في الحقيقة حيث تم انتاج الجزء الثاني فعلا في عام 2004 بعد 9 اعوام من الجزء الأول ...

عندما نري جيسي اصبح كاتب مشهور و يقوم بجولة في اوروبا للترويج لكتابه و التوقيع و كانت إحدي المحطات فرنسا و بينما يقوم بتوقيع الكتب يتفاجأ بسيلين امامه مرة اخري بعد 9 اعوام من لقائهم الأول لنعرف ان اللقاء الذي اتفقوا عليه غي نهاية الجزء الأول لم يتم و لم يلتقيا من حينها ...




يبتلع الأثنان هول المفاجأة و انها اتت خصيصا لتراه و يبدئان في قضاء يوم اخر معا في فرنسا قبل موعد طائرته مرة أخري بعد الغروب ... ماذا اصبح جيسي بعد 9 اعوام ... و ماذا اصبحت سيلين التي تعمل الأن مع منظمة حماية البيئة ... ماذا بعد 9 اعوام في الحياة و المزيد و الميزد من التجارب التي مروا بها و التغير الذي طرء عليهم و الأنكسار الذي يصاحب تلك العيون في ذلك السن ... هل تغيروا فعلا ... ام انهم لازالوا بالرغم من التجارب التي مروا بها و خاضوها و غيرتهم و غيرة فلسفتهم في التعامل مع الحياة إلا إنهم لازالوا يحبون بعضهم و كل منهم يمثل للأخر فارس احلامه ... مع العلم ان جيسي تزوج و اصبح لديه طفل ...

تتركك النهاية لهذه القصة الرومانسية الخاصة بنهاية مفتوحة وهو في منزلها يماطل الوقت لذهابه للمطار فقط ليبقي معها و هي تغني له اغنية الفتها له بعد رحيله و لم يسمعها يوما ...

طبعا بجانب القصة الأداء العبقري لبطلي الفيلم فلن تشعر و لو للحظة انك تشاهد فيلم و ممثلين امامك بل اداء في منتهي الطبيعية و التلقائية كذلك الحوار المكتوب بإبداع حقيقي بينهما ... كذلك التصوير الرائع الذي اظهر جمال فيينا في الجزء الأول و جمال فرنسا في الجزء الثاني لترتبط روحيا مع هذه الأماكن لدرجة انك إذا زرتها في يوم من اليام ستتذكر جيسي و سيلين الذين مروا من هنا و كانت بينهم ارق و اعمق قصة حب قد سمعت عنها قبل ذلك ...

في النهاية كان الجزئين سيمفونية بديعة ترقص علي اوتار نفوسنا الحزينة المشتاقة لمعني حقيقي ... حب حقيقي ... أخلاص حقيقي ...

و الأهم ... انك تكتشف بعد نهاية الفيلمين ...


انك لست وحيدا في مشاعرك ...








الثلاثاء، 18 نوفمبر 2008

روح قلبي انا ...



روح قلبي أنا


ما كفاية بقي

___________________________


إنسانة أراها بقلبي قبل أن تراها عيناي

___________________________


قلبي دق عندما رأيتها مرة أخري


أخيرا أين كنتي ...؟؟؟


لماذا جعلتيني أتعذب طوال هذه الأيام ؟؟؟

___________________________

أشواق و ضنا


و عذاب و شقي

___________________________


هي أيضا جرحتني

__________________________


هل أقول و حشتيني ؟ أم كيف حالك ؟


لا تقل الثانية فأنا مجروحة

_________________________


أيام بتعدي أيام


و كلامنا سكات و سكاتنا كلام

_________________________


ماذا ؟؟؟


هو جرحني ....


بعد أن منحته قلبي و منحني الأمان


تركني و حيدة وسط الأمطار

_________________________


روح قلبي أنا

_________________________


من ؟؟؟

_________________________


ماذا حدث ؟؟؟ أنا لا أفهم شيئا


لم يتركني حتي أحبه


و انا كنت رافضة حتي رقص أسفل شرفتي تحت الأمطار ...


عندها أدركت أني أحبه ....

_______________________


إنسانة أراها بقلبي قبل أن تراها عيناي

________________________


و عندما أحببته تركني


و حيدة وسط الأمطار ماذا أفعل ؟؟؟


أنا لست بطبيب قلوب و لكنك ستنسيه ....

_____________________


من ؟؟؟؟

____________________


روح قلبي أنا

____________________


كما نسيتها


من ؟؟؟


من كنت أحبها


حتي صارحتني بحبها


و لكن لأنسان أخر

____________________


ما كفاية بقي

____________________


من ؟؟؟؟


نظرت إلي عينيها


و قلت


إنسانة أراها بقلبي قبل أن تراها عيناي

الاثنين، 17 نوفمبر 2008

الغربة ..


هل تعلمين متي اول مرة شعرت فيها بالغربة ...؟؟؟

عندما اشتقت إليكي ...

هل تعلمين متي اشتقت للغربة ؟؟؟

عندما ابتعدتي عني ...


...............


هل تعلمون لماذا عشقت ريم البنا ...؟؟

لأني اشعر في نبرة صوتها و اللحانها غربة عن واقع الحياة ..

ماذا نعلم عن الغربة ؟؟ و ماهو معني كلمة غربة ...؟؟؟ ماهو احساس الغربة الحقيقي ؟؟؟

معظمنا استمع لأغنية إسماعيل البلبيسي الغربة وهو يقول

انا من البداية يا غربة بتحمل

و خلاص كفاية صعب اني انا اكمل

إذا كانت غربتك في وطنك ...

في مدينتك ...

في بيتك ...

عندما تشعر ان هذا ليس الحيز الذي يمكن ان يسعك

و ان هذه ليست البيئة التي تصلح ان تحيط بك

عندما تشعر بذلك الصقيع يلامس جلدك و يضغط علي جسدك و يعصرك اكثر فأكثر ...

عندها تدرك انك ولدت لتعيش غريب ...

عندها تدرك اما ان تصنع لنفسك هذا الموطن الذي تنشده ...

او تموت و انت تحاول ...

علي الأقل حتي لاتموت متجمدا في مكانك مثل هؤلاء الأخرين الذين يحاوطونك

عندما تنظر لغربة اخري فتري شمس

شمس حارقة ...

ستحرقك لكنها ستنجدك من التجمد

و عندما تسير نحوها مستسلما

تسألها الدفء

تسألها غربة اخري

غربة تكون فيها وحيدا

غربة قد تمسح عن عيونك نظرة الأنكسار

او قد تزيدها

.......................

كنا ما اجمل ما كنا

.......................


من كان يتخيل ان تتحول الحياة إلي هذا ؟؟؟

من كان يدرك انها ستأخذ هذا المنعطف ؟؟؟

نعم اخاف و بشدة تلك الغربة التي انا مقبل عليها

و لكني في نفس الوقت اشتاق إليها

فربما اجد فيها الفرار و الملاذ مما انا فيه


......................


كنتي انتي وطني ...

و عندما تركتيني اصبحت تائه بلا وطن

و بلا عنوان

الأحد، 16 نوفمبر 2008

تمر السنة الأولي و ثلاث احلام قد اغتالت ...


لا انكر اني لم أكن ادرك اي شئ عنهم ...
و لا عن والدهم ...
كانت البداية في مناقشة الدكتور / علاء الأسواني لرواية يوتوبيا لكاتبها الدكتور / احمد خالد توفيق بالقاهرة في مقر حزب الكرامة بشارع القصر العيني ...
كان يوم ممتع قضيته و كان بصحبتي الصديق العزيز تامر فتحي و لفيف أخر من الأصدقاء في نهاية الندوة رغبت في التحدث لذلك الرجل الذي كان يرأس الندوة ... كان من نوعية الرجال المتقدمين في السن لكن لا تري ذلك في عيونهم ولا أبتساماتهم التي تنطق بشباب في القلب و الصحة و الأهم الروح ...
سألته عن الأنشطة الثقافية التي يقوم بها مقر الحزب و عن صالون الدكتور علاء الأسواني و عن إمكانية عرض افلام مستقلة عندهم ...
تجاذبنا اطراف الحديث سألني بتلقائية و انت منين بقا يا تري ...؟؟؟ و كانت الأجابة البسيطة ... (( الأسكندرية )) كنا عندها قد وصلنا إلي سيارته عندما استمع لأسم الأسكندرية و تبدلت ملامح وجهه وقال :
ياااااااااااااه بلد الحبايب .. دة انت عزيز عليا اوي ...
ثم وجدته يخرج ورقة من سيارته و يعطيني إياها :
ابقي شرفنا في المدونة دي علي فكرة انا اسكندراني زيك
تناولت الورقة بتلقائية و انا اقول بمرح :
بجد .. منين في اسكندرية
لكنه بالفعل لم يجبني و تجهم وجهه اكثر و انطلق بسيارته و معه دكتور علاء الأسواني و انا تجاهلت ماحدث و بدئت رحلة العودة مع تامر فتحي فتحت الورقة لأطالع ما كتب فيها عن مدونة لشهداء عمارة لوران بالأسكندرية ... تلك الحادثة الأليمة التي حدثت في عام 2007 و ثلاث اسامي يتصدرون الورقة ..

مدونة الشهيدات الأبرار مني و نهر و ندي
عمارة لوران الأسكندرية الأثنين 24/12/2007

و بينما انا اسير مع تامر و نتحدث عن الرجل و عما تحدثت فيه معه بخصوص الأنشطة الثقافية لفت انتباهه ذكري ان ذلك الرجل من الأسكندرية فهو يعرفه ... الدكتور اسامة البحر ... و سرعان ما ربط بين اسامي الفتيات الثلاثة و اسمه لنصطدم معا ...

فهو والد الفتيات الثلاثة ... ضحايا او بمعني اصح شهداء عمارة اللوران ...
اندهشت كيف ان هذا الرجل لم يبدوا عليه ولو للحظة الحزن الذي من المؤكد انه يستقر في قلبه ...
لا يوجد حزن تستطيع ان تخبئه بهذه البراعة إلا إذا كان كبيرا بما يكفي ان لا يستوعبه احد غيرك ...

تذكرت هذه القصة ... و نحن نقترب من مرور عام واحد علي هذه الكارثة ...

الكارثة التي اسمها بلون الدماء

فساد

تذكرت و رغبت في ان اذكركم ... و من لا يعلم ان يعلم ... و يتذكر
لن أتحدث عن الضحايا الثلاثة ... ادخلوا المدونة التي فتحت لتخليد ذكراهم ...
ادخلوا و شاهدوا الأحلام الثلاثة التي تم اغتيالها ...

ما شعرت به شئ واحد ...

لا تعتقدوا انكم بمنأي عن هذا الفساد و انه لن يصيبكم في يوم من الأيام ...

العبارة ... القطارات ... العمارات ... حوادث الطرق ... الحرائق ... الدويقة

كلها وجوه ... لعملة واحدة ...

فلا تنسوا ...

اسأل الرحيل ..


الصمت الكئيب

كما لو ان المكان اعلن الحداد

لكن بدون جثة

بدون مأتم

الصمت الكئيب هبط علي صدورنا

علي قلوبنا

اللجم لساننا

الكره و المقت و الغضب

كوكتيل عجيب تم خلطه

و استقر مكان العيون

لكن لابد من نكهة مميزة لتضاف

لمحة انكسار

في عيون الجميع

انكسار

لكن لماذا ؟

و إلي متي ؟؟؟

هل مقدر ان نعيش في كل هذا للأبد

ولا نفارقه إلا بموتنا

احتاج حياة اخري

احتاج بداية جديدة

اسأل الرحيل

فلست انتمي لهذا ولا ذاك

اسأل الرحيل

فالكسر الذي اصاب روحي مرة

لا اريده ان يصيبني مرة اخري

بعد القلب يبقي الروح

ارجوكم

لا تكسروا روحي مرة اخري

ارجوكم

اسألكم الرحيل ..

اتركوني







الأربعاء، 12 نوفمبر 2008

مصر التي في خاطري و في دمي ........


مصر التي في خاطري و في دمي ...

احبها من كل روحي و دمي ...

فليسرقها كل سارق و مغتصب ...

فلنعيش في جهل و سلبية و هبل

احبها و اعزها و امشي فيها جمب الحائط ...

لكن إذا قالوا انها ...

مخروبة او ضائعة او متبهدلة

فإن لساني موجود فاهو الأسهلُ ...

مصر بتديني و انا بقلها هاتي حاخد مش حتكسف ...

لبسيني و ظبطيني مش حشتكي ...

قسم عليا يا مصر يا امنا ...

مالبس من غيرك و لا اخد و لا اشتري ...

احبهااااااااااااااااااااااااااااااااا

من كل روحي ... و دمي ...

السبت، 8 نوفمبر 2008

دون سابق انذار ...

هكذا .. دون سابق انذار ...

يأتيك الخبر

و ياتيك الأمر

دون سابق انذار قد تجد نفسك قد فارقت هذه الحياة

انتقلت من مستوي لمستوي اخر

تفقد شئ قيم

تجد شئ قيم

بين لحظة او اخري

خصوصا في تلك اللحظات التي لا تتوقعها

ياتيك الخبر

و يهبط عليك القرار

انا لست مجرد شاب لاهث خلف المتعة

او يتفاخر بكونه غريب الأطوار مختلف منفرد

لست ذلك الشاب الذي دفن حياته و عقله في عمل لا طائل منه لهدف يدعو للسخرية

و لست ذلك الشاب الذي يسرق بعينيه قلوب العذاري

بالتأكيد لست ممن يضربون باقدامهم الأرض بتوتر في إنتظار دورهم في هذا الطابور العريض

و هذا الشخص الذي يدعوك صراحة لأن تكرهه بعيونه الوقحة اللامبالية يتحكم بك وهو يصيح بكل استنطاع

التالي

كما لو انه يدرك ان من يطالعه من خلف هذا الشباك الحديدي يعاني و ينشده لأنهاء تلك الخدمة يحمل بداخله تقزز و قرف منه و كثير كثير من الحقد و الكره و الأستنكار فعلا علاقة غريبة و شحنات عاطفية تكاد تحرق الجو تدور في فلك هذا الشباك

بمنديله المخملي يمسح راسه و يعدل من وضع نظارته التي اعاد تركيبها اكثر من عشر مرات بالورق اللاصق

الورق غير مستوفي الشروط

لابد و انه يقول ذلك لكن هذا ليس شأني فانا اقف بعيدا هذا ليس مكاني ...

و هؤلاء انا لا انتمي إليهم ...

احاطوني حتي كدت ان اختنق من زحمتهم

انا لست واحد منهم

نظرت لها وقلت

سيصل في لحظة

و سيرحلوا

ستبقي معي

انا مدرك الأجابة لكن رغبتي في سماعها مرار و تكرار هو ما دفعني للسؤال

الأجابة شعرت بها في سكوتها و عدم مبالتها بي

صوتها صار بعيد تماما عن اذني و عن ذهني

ربما لو سمعته مجددا الأن لن اميزه حتي انظر لها

انا لا افهم شئ

كل شئ متداخل

ماذا افعل هنا ؟؟؟

ماذا نفعل جميعا هنا ...؟؟؟

ما الذي جمع كل هؤلاء في مكان واحد

صاح بها احدهم وسط الجموع الواقفة

صاح و هو يتحرك في مكانه

بدئت انظر حولي في قلق

العرق اخذ يتصبب منها و الرعب يطل من عينها

هذا خطأ ...

هذا غير مفهوم

بدئت الهمهمات من افواه الواقفين جميعا

يستحيل ان اقف في مكان واحد فيه شخص مثلك

او مثلك

او مثلك

او مثله

قالها وهو يشاور علي

شعرت بها ترتجف و انا امسك يدها

الهمهمات بدئت تتحول إلي صياح

القي المنديل الذي يحمله

خلع نظارته

نظر ببلاهة له و هو يصيح

اين انا ؟؟

اين انا .؟.

دعوني افهم

ماذا يحدث ؟؟؟

لقد وصلوا ...

صاح بها اخر

بدئت المجاميع تتحرك

هو يصيح

تحمله بعد الأيدي وهو ينتفض برعب و يصرخ

ماذا ؟؟؟ ماذا ؟؟؟ ماذا يحدث ؟؟؟

بدئم بالتحرك و انا وهي واقفين دون حراك نتمني الا يشعروا بنا

صياحه تحول لصراخ وهو يختفي وسطهم

فجأة وقفوا امامنا ...

انهم منهم

هل انتم معنا ؟؟؟

بقلق و خوف

هززت راسي ان نعم

نظروا لها

لا تجيب

هل انتي معنا ؟؟؟

لا تجيب

هل انتي معنا ؟؟؟

لا تستجيب لهم و عرقها ينهمر بغزارة

امسكها من كتفها و هزها بعنف

هل انتي معنا ؟؟؟

لا تجيب جذبوها بقوة ...

هل انت معها ؟؟؟

نظرت لها ... عيونها لا تصدم بي

جسدي يرتجف

عيونهم الشكاكة تذبحني

يدي تترك يدها المرتجفة

انا معكم ؟؟؟

جذبوها وهم يتركوني تبتعد عن نظري و تختفي و ملامح وجهها لا تتغير

اسير مع الجميع

إلي حيث هم يسيرون ...

الخميس، 6 نوفمبر 2008

كلنا انسان ..


ايوة ياعني انت عايز ايه ؟؟؟

ما احنا كلنا عارفين ان احنا كلنا انسان ...

ايه الجديد ؟؟؟


الجديد انكوا تحسوا اننا كلنا انسان ...

ان مافيش عدو ..

مافيش خصم ..


كلنا انسان ...

لينا قلب مجروح زي بعض ...

كلنا بنخاف من بكرة زي بعض ...

كلنا بندور علي الأمان و الصحبة و الحب زي بعض ...


لازم مانخفش من بعض ...

لازم نحب بعض ...

او علي الأقل نحب لبعض ...


زي ما اكون مبسوط لازم غيري يبقا مبسوط ...

زي ما انا مرتاح لازم غيري يبقا مرتاح ...


عشان تلاقي إللي بيدور علي راحتك في يوم من الأيام ...


كلنا انسان ...


بنخاف ... بنحب ... بنكره ... بنبكي ... بنتعب ...


كلنا انسان ...


مافيش سبب يخلينا نخاف من بعض ...

لأننا لما بنخاف من بعض ..

بنبتدي نأذي بعض .. و نفهم بعض غلط ...

و نكره بعض ... و نجرح اقرب الناس لينا ...

و ننجرح من اقرب مالينا ...


كلنا انسان


عيشوا مع الأنسان إللي جواكوا ...

عشان تفهموا الأنسان إللي قصادكوا ...

و تحبوه و يحبكم ...

و تسلم منه ...

و يسلم منك ...


كلنا انسان ...

الأحد، 2 نوفمبر 2008

ريم البنا ... هذه فلسطين تغني لنا

ماذا نعرف عن فلسطين ؟؟؟

ماذا نعرف عن الهواء الذي تستنشقه عن الطبيعة التي تحيط بيها عن جوها الذي يغطيها ماذا نعلم عن هذا المكان الذي اغتصب مننا و افترق عننا ...




ريم بنّا فنانة وملحنة فلسطينية من مواليد الناصرة في الجليل _ فلسطين ... درست ريم بنّا الموسيقى والغناء في المعهد العالي للموسيقى "GNESINS" في موسكو (الاتحاد السوفييتي) وتخصصت في الغناء الحديث وقيادة مجموعات غنائية بإشراف أستاذ الغناء المعروفالملحن والفنّان Vladimer Karobka حيث أنهت ست سنوات أكاديمية وتخرجت بامتياز عام (1991)...


ريم بنا تعرفت علي اغنيها بالصدفة البحتة ... و لكني لم ادرك انها ستؤثر في و اتعلق بها بهذه الدرجة بدء من صوت خلاب اسرني منذ اول مرة سمعتها و اللحن الأخاذ الذي يميز جميع اغانيها ثم الكلمات ... التي تستمد عمقها من بساطتها الشديدة و معاني كلمتها الرقيقة لتصنع مزيج غريب من اللحن المعاصر الجديد و الفلكلور الفلسطيني و القضية الفلسطينية و انين و متاعب الروح داخل كل شخص فينا ...


احب ان ابدء باغنية احكي

و هي تروي بمنتهي البساطة و الهدوء عن البيت الفلسطيني المفعم بالجمال و الحب و الحنين و الجيرة يغتال و يقتل لتخاطب في نفس الوقت ما يشعر به المرء من غربة و حنين و شعور باغتصاب للأحلامه و طفولته و برائته

تقول كلامتها البسيطة :


احكي للعالم احكي
عن بيت كسروا قنديله
عن فأس قتلت زنبقة
و حريقا اوداه جديلا
احكي عن شاه لم تحلب
عن ام ما خبزت
عن سقف طينيا اعجم
احكي للعالم احكي

يا بنت الجارة المنسية
الدنيا عندي محمية
الدنيا عندي فتعالي
في باسط ريح الشمسية

عندما اذكر قسماتك
ولكني اشقي كي أذكر
في قلبي خفقا لخطواتك
عصفورا يدرج ....

كنا اجمل ما كنا
يا بنت الجار و حنا
كنا ... فلماذا اعيننا ؟؟
صارت بالغمدة مجدولة
و لماذا صارت ايدينا
بحبالا لأعلي مجدولة


او اغنية الحلم

فعلا تاخذك داخل حلم فنتازي يحمل الكثير من المعاني و كاي عالم فنتازي تجده يذهب بك من مكان لأخر و يعلو بيك و يهبط تشعر بالفعل انك تحلق وسط حلم فتاة بريئة يحوي في نفس الوقت قصة عنها او عن احلامها ... او عن حلمك انت اغنية تستحق ان تستمع لها و تذوب في كلماتها و لحنها و صوت ريم بنا


او المغني

و هي هنا تغني عن نفسها بمنتهي البساطة بنفس روعة الحانها ..


و اعطي نصف عمري
للذي يجعل
طفلا باكيا يضحك
و اعطي نصفه الثاني
لأحمي زهرة خضراء
اندهلك و امشي الف عام
خلف اغنية
و اقطع الف وادي
شائك المسلك
اركب كل بحر هائج
عند شواطئ الليلة
انا بشرية في حجم انسان
فهل ارتاح
و الدم الزكي يسفك
اغني للحياة
فللحياة وهبت كل قصائدي
و قصائدي كل ما املك


او في اغنية فارس وعود شاب من غزة يشعر بكل معاني الجمال الفلسطيني الغزال و الفراشات و فاكهة الجميز و رائحة الخبز و حضن الأم غلبه التعب و الحزن مما يقاسيه و الصراع و الغربة فيري نجمة تنده بما يشعر به و تقول له (( خذني إلي صحن داري خذني إلي فراش نومي ... لقد تسلق النعاس اطرافي و تربع في جوف راسي ))

من منا لا ينده بشوق و حنين إلي حضن بيته القديم بنفس الطريقة التي تغني بها هذه الجملة


من الأغاني التي نتوقف عندها ايضا اغنية صمت الليل التي تحكي عن هذا الشاب الذي سبقته تلك الرصاصة من العدو المحتل قبل ان يقذف اخر حجر :


صمت الليل في عينيك
و رحلت الروح عن مقلتيك
و الحجر الأخير الذي سبقته الرصاصة
مازال في يديك
لم تكمل ربيعك العشرين
لم تر الشمس في تشرين
و الحجر الأخير الذي سبقته الرصاصة
مازال في يديك


و كذلك تشبهها اغنية سارة قصة سارة التي غافلتها رصاصة قناص اثناء ما كانت تلعب فمن يثأر لها من يقتص لها من قاتلها الذي قتلها و قتل ضحكة فلسطين


او كرمل الروح ...


اصرخ من قاع الروح
يا كرمل الروح
اجلب له هواء بحر حيفا
احضر له نسيم بحر يافا
يلطف برد زنزانته
و حرها
يا كرمل الروح
كن حنونا عليه
فانت اقرب مني إليه

يا كرمل الروح
انه وحيد
يا كرمل الروح
انه روحي


عندما تغني بحزن و حنين لأصلها لبيتها لجذرها انها تشتاق إليه و انها ستعود مهما كانت المصاعب و الأشواك كما نتمني نحن ان نعود للموطن الذي افتقدناه داخل انفسنا

يا جذر جذري
إنني ساعود حتما فانتظرني
انتظرني في شقوق الصخر و الأشواك
في نوارة الزيتون في لون الفراش
و في الصبا و الظل في طين الشتاء
و في غبار الصيف في خطو الغزال
و في قوادم كل طائر


او في اغنية ذات يوم التي تدور في نفس فلك احكي و لكن هذه المرة بوضوح اكثر و كلام اوضح

ذات يوم
فاجئوني
دفعوا امي و اختي جانبا
و اعتقلوني

لتحكي رواية اخري و كيف شاهدت دماء اهلها و عيونهم التي فارقت الحياة و كيف اعتدوا علي والدها وهو يصلي و ما مرت به داخل السجن و كيف كان العذاب الذي مرت به بوصف فعلا مؤلم و بديع في نفس الوقت


و الكثير من اغاني الفلكلور الفلسطيني الذي جددت فيه لتجعله جذاب و ممتع امثال

يا ستي العرجة
يا ستي
يا جمال
يا ليل ما اطولك
راس الجبل
لاح القمر
مشعل

الجمعة، 24 أكتوبر 2008

يا دنيا يا مش سيما

الدنيا إللي هي مش سيما
فيها 100 سيما و سيما ..

فيها فيلم عن واد شد عوده
و علي الدنيا شبت احلامه و عيونه
و في ضحكة واحدة في عيون ناسه
فرح و قام يرمي وعوده
في السيما لازما ولابد ينكسر
و يقف قصاد عيونه الهم و يركبه
في السيما لازم ينصلح حاله
و يفرح و تتحقق احلامه


لكن الدنيا مش سيما ...
و النهاية بفرحة مش اكيدة ...

ماهي الدنيا إللي هي مش سيما
فيها 100 سيما و سيما
فيها فيلم عن الحنين
عن الطيبة و القلب الكبير
عن الأمان و الملاذ و القلب إللي يصبح فرحان
حواليه قلوب بتشيل
في السيما تيجي المصايب عليه و تحط
من فوق لتحت يمين و شمال مافيش مفر
يجي الأهل و يلحقوه
في فيلم سيما و ينجدوه
بس في دنيا في ناس
تاكل في لحم الأهل و الأحباب
و لحم الضعيف دايما ابرك من لحم القوي إللي يشيل
و راح الأصل و البيت و الحنان
راح الأهل إللي كانوا بيدوا الأمان

ماهي الدنيا مش سيما
و فيها 100 سيما و سيما

يا تعبانين يا شقيانين
يا مطحونين يا متبهدلين
يا متكعبلين يا محبطين
يا مخنوقين يا متكتفين
يا مكتومين يا مكسورين


لا الكسر بيروح ... و لا الليل بيدوم
دي مش سيما ولا الف ليلة و ليلة
دي دايرة و كاس و نصيب و مقسوم
ارضي بنصيبك و كتر خيرك
متقفش تدوي جروحك
القلب بيصحي طول ماهو بينزف
و لو دويته ممكن يموت
ممكن يموت ...

الأحد، 14 سبتمبر 2008

اعمال صديقة ... علي غرار النيران الصديقة ... (( شهادة وفاة )) للصديق محمد الدسوقي ..

قبل كل شئ دعوني اخبركم عن قصة صغيرة ..
قصة مدونة اسمها اوراق الخريف ..
هنا في هذه المدونة ارتاح بشدة ... اجد فيها بيت لي لم اجده علي ارض الواقع ... بيت ملئ بالشجن .. بغضب علي الواقع ... بيت يحمل كل ما بداخلي .. فأنا لا أنكر ان بداخلي شجن و حزن اري اني لم انجح في إخراجه حتي الأن إلا عبر هذه المدونة ... حالة خاصة بي تغمرني طوال الوقت .. و بالتالي كان قلبي يميل للاغاني التي تميل إلي الشجن ... الأفلام التي تتعمق في معاني الفرح و الحزن و الأحاسيس ... المقالات التي تلخص حالنا و حال الناس و الدوائر المفرغة التي ندور فيها و كئوس العذاب التي نتذوقها جميعا جرعة جرعة ...
بالتالي عندما أقرء قصة ما ... لا مجرد انها اعجبتني ... بل اخرجت شئ كبير من صدري .. من نفسي ... شعرت ان لساني معها يتدحث و يرويها سطرا بعد سطر ... استأذنت من صديقي محمد الدسوقي ان اقتبس منه هذا العمل و انا اخبره ان مكانه هنا في مدونتي لأنه يتحدث عني و يخرج مما بداخلي ... قصة شهادة وفاة التي لم يقرئها أحد إلا و اعجب بها و خلع القبعة احتراما لها و لكاتبها ...
هنا اضعها و انا اقول لمحمد الدسوقي ... انت تحدثت بلساني ... انت قلت و اخرجت حالة و احساس من الأحسايس التي اتحدث عنها في هذه المدونة ... اخرجت حالة و احساس من داخلي ...







(( شهادة وفاة ))



في غيامة الرؤية التي أحاطت بعقلي حينما لا مست قدماي رصيف الشارع كان قناع من جمود يكسو كل ملامحي وقد حجب المشهد أمامي غلالة جاهدت كي أزيحها عن عينيي وأنا أحاول أن أتغلب على هذا الزحام الذي احتشد أمام منزل في بداية المنعطف الصغير حتى أني لم أشعر بذلك الشخص الذي اندفع نحوي كالسهم حاملاً عني الحقيبة ولسانه يردد عبارات لم أتبينها ولم ألق ِ لها بالاً وإن كانت لا تبعد كثيرا عن (عنك أنت يا بيه) التي اعتدتها كثيراً بينما عني آخر بغلق باب السيارة التي هبطت منها للتو ... صوت واحد تردد في فراغ رأسي كما يترد الصدى في الحجرة الواسعة كان عامل الصحة الذي يدعي الحذق ويعشق الظهور والذي اندفع نحوي بدوره ثم راح يتقدمني بخطوات ضيقة موليا جانبه للزحام بينما راح يفسح أمامي نهر البشر وهو يميل نحوي قائلاً:
ـ " عاوزين نخلص إجراءاتنا بسرعة يا باشا .."
ثم أتبع برجاء مصطنع:
ـ " ربنا يكرمك يا بيه أنت عارف إن عم مجاهد الله يرحمه ماكانش له حد غيرنا "
لا أدري لماذا شعرت بهذا الكم من الضيق على الرغم من أنها ليست المرة الأولى لذلك وأني لم أظهر له ذلك الشعور من قبل كل ما فعلت أن أومأت برأسي بلا معنى ولا ريب عندي أنه قد فهم في ذلك تأكيداً مني لكلماته .. كان هذا بينما أعبر بقدمي للمرة الأولي عتبة البيت على الرغم من أن عم مجاهد يعمل معنا منذ سنوات ولا أدري لماذا وقتها طالعت بهو المنزل المتخم بالبشر بهذا الاهتمام كأنما أبحث بين الركام عن وجه مفقود بلا فائدة .. كان هذا قبل أن يستقر بصري على الجدار المقابل حيث طالعتني صورة أبيض واسود اصفر ورقها بينما غلفها إطار قديم لعم مجاهد بعكازه الأثير وعلى وجهه ابتسامة فخورة بينما تعانق يده يد الرئيس أنور السادات في زيه الرسمي .. من منا لم يعرف قصتها .. !!
ـ " وسع يا أخينا منك له الدكتور وصل..عاوزين نخلص تصريح الدفن عشان ننتهي .. إحنا ورانا لسه دفنة يا جدعان ..! "
قالها عامل الصحة وهو يدفعني بيده نحو حجرة عم مجاهد المغلقة ..
* * *
ـ " عم مجاهد ده بركتنا كلنا يا دكتور "
قالها وهدان مختص التوظيف وهو يقدم لي عم مجاهد فرفعت عينيا نحو الرجل الذي تقدم نحوي بخطوات مترنحة كبندول مجهد تتقاسمها ساق إنسان وحيدة وعكاز خشبي غليظ .. والعجيب أني لم ألتفت إلى ملامحه للوهلة الأولى .. بل خطف انتباهي هذا العكاز الذي ارتكن عليه الرجل بينما امتدت يده نحوي فصافحته سريعا ولا ريب أن وهدان نفسه قد شعر بما يعتمل في رأسي فبادرني قائلاً :
ـ " عم مجاهد من أبطال الحرب يا بيه .. كل الناس هنا يعرفوه كويس .. "
ثم أكمل بحذق كأنما يحاول أن يحتوي ما قد يتبادر لذهني من رفض قائلاً:
ـ " بعدين ده هيشتغل معانا مؤقتا .. أصل .. "
هنالك تحدث عم مجاهد للمرة الأولى وقد فهم بدوره ما يدور بخلدي
ـ " أصل الرئيس نفسه وعدني أنه هيوفر لي شغل يا بيه "
لفتت عبارته إنتباهي بشدة فاستدرت أطالع ملامحه الودودة للمرة الأولى وهو يتبع بحماس:
ـ " الرئيس السادات نفسه يا بيه وصى عليا المحافظ ووعدني أنه هيشوفلي شغلانة قريب "
وهنا التقط وهدان طرف الحديث من لسانه قائلاً:
ـ " عم مجاهد الرئيس كرمه في احتفالات أكتوبر إللي فاتت باعتباره من أبطال الحرب ووعده أنه هيوفر له شغلانه ياكل منها عيش بس لسه المحافظ مبعتلوش "
وحينما شخص بطرف عينيه نحو ساق الرجل الوحيدة فهمت ما يعنيه لكني لم أجد وقتها ما أقول فاستدرت بدوري نحو عم مجاهد قائلاً:
ـ " أنت عندك ولاد يا عم مجاهد ..؟ "
ردد وقد لانت ملامحه عن ابتسامة:
ـ " عندي علي يا بيه ربنا يحميه "
بادلته الابتسام وأنا أتبع:
ـ " دا عال قوي بس أنت تاخد بالك منه هو و مراتك "
تفجرت في ملامحه ابتسامة من نوع آخر ثم أتبع :
ـ " أم علي تعيش أنت يا بيه "
تنحنحت في حرج:
ـ " تعيش وتفتكر يا عم مجاهد "
ثم استدرت نحو وهدان لأخفي حرجي
ـ " خلاص أنت تشوف إجراءاتك .. من النهارده عم مجاهد معانا .. وإن حب يفضل معانا على طول أهلا بيه"
قلتها وانصرفت بينما شيعني الرجل بدعائه
ياااه .. لكم تدور الأيام سريعاً يا عم مجاهد ..!
* * *
في جوانب الغرفة خافتة الإضاءة كانت الحياة تردد باقتدار عابث أنشودة الموت بينما تعبق رائحته جو الحجرة من حولي
رائحة لا يدركها إلا من قدر له أن يعتادها
وأنا أعتدت هذه الرائحة
اعتدتها في هذا الصمت الذي لا يشوبه ضجيج
وذلك السكون الخال من الحركة
وذلك الجسد المسجى أمامي وقد فارقته الحياة
* * *
ـ " أنت مش ناوي تموت بقي يا عم مجاهد..؟ "
رددها وهدان في وجهه بلا مبالاة من باب المزاح الثقيل في جلسة مازحة
لم تترك الكلمة تأثيرها المتوقع على وجه عم مجاهد الباسم .. بل زادته ابتساماً حتى أني قد تعجبت لذلك قبل أن يقول برضا:
ـ "ربنا يديكوا طولة العمر يا سيادنا "
ثم استأنف بينما يستدير نحو وهدان متنهداً:
ـ " ماأنت لو كنت معانا في الحرب من أول النكسة لحد معبرنا القنال مكانش همك الموت .. الموت كان متبت في رقابنا كلنا كأنه حالف ما يسيبنا .. والمحظوظ بس إللي نفد منه "
ثم صمت برهة عاد بعدها ليقول:
ـ " يووووووه هأقولك إيه ولا إيه .. كانت أيام .. كان ييجي علينا الليل ما نعرفش لو نمنا هنصحى تاني ولا لأ.. ولو جه النهار وصبحنا خمسة ولا ستة ييجي الليل واحنا بالميت إتنين ولا تلاتة .. دا إحنا شفنا أيام ما يعلم بيها غير المولى .. كل صبح يطلع علينا أقول مش هييجي المسا ولو جه المسا أقول مش هيطلع عليّ نهار .. دا حتى مراتي وابني حسبوني مش راجع لهم تاني والولية حسبتني رميت عليها الحمل واتوكلت "
ثم هز رأسه في قلة حيلة قبل أن يتبع بأسى:
ـ " حداشر سنة من قبل النكسة وبعد ما عدينا القنال ولحد ما حبسوني ولاد الكلب في سجونهم .. ولحد الله يعمر بيته الرئيس مرجعني في اتفاقيات الأسرى دي ولا اسمها ايه والله منا عارف.. "
ثم تنهد مرة أخرى حتى شعرت بحرارة زفيره تكاد تحرق وجوهنا قبل أن يعاود الحديث:
ـ " كانت أيام الله لا يعودها ولا يوريها لحد فيكم .. ولا حد يعز عليكوا "قالها ثم استدار بنظره نحو وهدان ليستأنف حديثه:
ـ " وأديك زي ما أنت شايف مسكت في الدنيا زي الشبطة .. وأديني قدامك أهو ومراتي اللي ربنا افتكرها وسابت لي الواد في رقبتي .. الظاهر الدنيا هي اللي طلعت متبتة فيا "
قالها وأطلق ضحكة طويلة فضحكنا له
* * *
بينما كنت أكشف الغطاء عن جسد عم مجاهد النحيل المتخشب وقعت عيناي على صورة ذات إطار مذهب لابنه علي يحتفظ بها بجوار فراشه .
* * *
ـ " الواد يا بيه بقى له أربع أيام ما بياكلش .. من يوم ما عرف إن الكلية اختارت واحد غيره يتعين معيد .. أقوله يا بني دا أنت طول عمرك البريمو يقول اختاروا التاني عشان أبوه أستاذ في الكلية.. طيبت بخطره وقلت له وإيه يعني أستاذ في الكلية ما أنت كمان أبوك مش شوية دا الوزير نفسه يعرفني .. هأروح له وأقوله على اللي جرى وهو هيتصرف "
هززت رأسي في مرارة بينما يتبع:
ـ " الواد زعق في وشي يا بيه .. أول مرة علي يزعق في وشي وقال لي أنت ما تبتش من أيام الوظيفة اللي الرئيس وعدك بيها ؟ "
ثم اختنق صوته وهو يتبع بنبرات مكلومة:
ـ "تصدق زعلت منه يا بيه .. و كله كوم ولما خلع صورتي مع الرئيس السادات الله يرحمه وعايز يكسرها ..!
ولولا أني حلفته بروح الغالية كان عملها .. ومن يوميها وهو قافل علي نفسه باب أوضته ولا راضي ياكل ولا يشرب .. "
ثم انشقت من خلف ملامح الأسى في وجهه ابتسامة طيبة متوسلة وهو يستعطفني قائلاً:
ـ " والنبي تكلمه يا بيه .. هو بيسمع كلامك .. أصلك بتعرف تقول كلام كبير زى كلامه .. إنما أنا قليل الحيلة لا بأرد ولا بأصد معاه .. الواد طول عمره بيتكلم زي الناس الكبار اللي بييجوا في التليفزيون .. وأنت عارفني يا بيه دا أنا حتى مبعرفش أفك الخط .. قوله أبوك مش زعلان منك .. ولا عمره زعل منك .. دا أنت نني عنيه من جوا ... وقوله بس إن أنا صعبان عليا قلة أكله وشربه .. دا أنا مليش غيره .. وإن كان على الشغل .. أنا هأروح للمحافظ وأكيد هيشوف له شغلانة .. وقوله مش هأقول للمحافظ إني من أبطال الحرب .. ولا هجيب له سيرة رجلي إللي اتقطعت .. أنا بس هأقوله إن ابني طول عمره البريمو في الكلية وهو هيجيب له شغلانة على طول .. هما يطولوا واحد زيه .. ها يا بيه قلت إيه .. هتكلمه..؟ "
* * *
امتدت يدي تتفحص جثة عم مجاهد في آلية بحكم العادة .. وعلى الرغم من أن شعور الجميع أمام الموت سواء إلا أنها المرة الأولي التي أرتجف فيها أمام الموت بهذه الصورة حتى أني تراجعت للوراء وحتى أواري هذا التوتر الذي شملني عن عيني موظف الصحة التقطت واحدة من سجائري وأوليته ظهري ثم استدرت باتجاه النافذة و نفثت دخان ثورتي مع دخان السجائر .. وعلي الرغم من ذلك فقد أتاني صوته بادي الأسى قائلاً:
ـ " ربنا يديك طولة العمر يا دكتور .. عم مجاهد أثر فينا كلنا "
وفي آلية وبلا شعور سألته:
ـ " مفيش أخبار لسه عن علي ..؟ "
بعد تنهيدة امتزج فيها الأسى بالنقمة أجاب:
ـ "وهو حد عارف أراضيه من يوم مسافر .. يالله بقى ربنا يسامحه ..! "
* * *
ـ " الصغير بيكبر يا بيه .. والكبير بييجي له يوم ويسيبك .. والواد راسه وألف سيف لازم يسافر .. أقوله هتسيبني لمين..؟ يقول لي مش أحسن ما أقعد جنبك زي البيت الوقف .. ولا عايز تصرف عليا كمان بعد تخرجي .. قلت له يا بني خليها علي الله .. ورب هنا رب هناك .. والمقسوم هييجي لحدك .. سكت و مردش .. المرة دي لا بيرد ولا بيصد .. وأنا مش عايزه يسافر يا بيه .. قلت له يا بني الواحد كبر .. والأعمار بإيد الله .. وأنا مليش إلا أنت .. يرضيك أنام من غير ما أطمن عليك يا علي .. يرضيك ما أشوفش وشك كل يوم الصبح "
سألته كمن يلقي التسائل عن كاهله:ـ "وقال لك إيه..؟ "أجابني بينما يمسح دموعه:
ـ " مردش يا بيه .. سابني وخرج .. الواد اتغير يا بيه .. مش دا علي .. اللي مزعلني إني مش عارف أعمل له إيه ... والنبي يا بيه وحياة ولادك تكلمه تاني .. دا جميل مش هانساهولك "
* * *
كلمات كثيرة ألقيتها على مسامعه ...
عن الانتماء..
عن الوطن ..
و عن أبيه ..
* * *
لم أنس بعد نظرته لي ... ولا كلماته التي أطلقها في وجهي كرصاص ..!
ـ " أما الانتماء .. فقد لفظته كما يلفظ المريض ما يعييه ... لابد لأحدهما أن يقضي على الآخر .. "
ـ " ولا تحدثني عن الوطن فلا وطن ... فبين أنياب الفقر وقواطعه تموت هذه الكلمة ... وتدفن في دروب الاحتياج ... و في النهاية تدهمها الأقدام في الزحام ...! "
ـ " أي وطن لمن أمضى حياته في حلم سلبه الوطن .. أي وطن لمن بذل أبوه فيه عمره وساقه بلا مقابل ..! "
ـ " وأما أبي فقد أصبحنا مرادفين لكلمة واحدة في أقصوصة الوطن الذي تزعمه .. أصبحنا ككل الناس .. نفس الحكاية .. حكاية الطيور الصغيرة التي تشارك الجوارح عيشتها .. طيور لا عش لها .. ولا تعرف كيف تبني العش .. ولو عثرت عليه لبعثرت قشه .. إنها طيور لا تعرف لها مستقراً .. فلا كيف ولا أين تبقى .. ولا أين تحلق .. إنها حكاية رعب دائم .. ومطاردة أبدية .. ولو مع الذات "
* * *
وسافر علي ...
سافر بلا انتماء ..
لــلا وطن ..
وحيث لا أب له ..
سافر لأنه لا أنا ولا غيري ملك وقتها ما يقال ..!
* * *
وكما احتوت الغربة علي هناك غرق أبوه في بحارها هنا ..!
* * *
لم أجرؤ على فتح النافذة فدهمت عقب السيجارة بقدمي .. واستدرت مرة أخرى نحو الجسد المنهك الذي قدر له أن يستريح أخيراً
* * *
ـ " مفيش أخبار عن ابنك يا عم مجاهد ..؟ "
قلتها في آلية من لا يجد ما يقول من بين شفتين أرهقهما الزمن أتتني إجابته
ـ " بيبعت لي كل شهر جواب .. ادعيله يا بيه ربنا يخليلك عيالك ومتشوف فيهم حاجة وحشة "
* * *
ـ " مفيش أخبار عن علي يا عم مجاهد ..؟ "
شرد طويلاً .. وبدا كمن تسيطر على عقله غمامة قاتمة
ـ " فين وفين على ما يفتكرني بجواب يا بيه .. ربنا يرد غيبتك يا ابني قادر يا كريم "
* * *
ـ " إيه أخبار ابنك يا عم مجاهد..؟ "
هذه المرة دحر الصمت مقدرته على الكلام .. ثم استدار يجر نفسه وقدمه الوحيدة ومضى ..
كانت المرة الأخيرة التي أراك فيها يا عم مجاهد ...!!
* * *
ـ " معلش يا دكتور .. أنت عارف إن الوقت ضيق والناس عاوزين يشيعوا الجنازة عشان كل واحد يشوف مصالحه "
قالها موظف الصحة وهو يمد يده نحوي بالقلم بينما تشبثت يده الأخرى بدفتر تصاريح الدفن فتناولته منه بلا حيلة ..
خانات فارغة ملأتها بآلية من اعتاد هذا العمل .. ثم وقفت عيناي عند خانة فارغة تصدرتها عبارة سبب الوفاة..!!
* * *
ـ " الرئيس نفسه وعدني أنه هيوفر لي شغل يا بيه ... "
ـ " كان بييجي علينا الليل ما نعرفش لو نمنا هنصحي تاني ولا لأ.. ولو جه النهار وصبحنا خمسة ولا ستة ييجي الليل وإحنا بالميت إتنين ولا تلاتة ... "
ـ " الواد يا بيه بقي له اربع أيام ما بياكلش ... "
ـ " أنا بس هأقوله إن ابني طول عمره البريمو في الكلية وهو هيجيب له شغلانة على طول .. هما يطولوا واحد زيه ... "
ـ " أصبحنا مرادفين لكلمة واحدة في أقصوصة الوطن الذي تزعمه ... "
ـ " ربنا يرد غيبتك يا ابني قادر يا كريم ... "
* * *
لمحت بطرف عيني صورة علي بجانب الفراش .. وارتسمت في مخيلتي صورة أبيض وأسود بإطار قديم يتصدرها رجل بعكاز .. ثم جرت يدي بالقلم سريعا في الخانة الفارغة كأنما أفرغ عن كاهلي ثقلاً هائلاً بعبارة جافة اعتدتها .... لا جـــريمة ..!!



تمت

بالطبع لا اسئلكم عن رايكم إن كانت جميلة و مبدعة ام لا ... فهذا شئ مفروغ منه
بل ما رأيكم ...؟؟؟ هل فعلا لا جريمة ؟؟؟
مدونة صديقي الرائع و مؤلف هذه القصة البديعة محمد الدسوقي ... الدكتور محمد الدسوقي