إحنا جيلنا يا يونس زي ورق الخريف ...عارف ايه هو ورق الخريف ؟؟؟ هو ورق الشجر إللي بيذبل من البرد و المطر و التراب ...ويقع من علي الشجرة وحيد ميت ... مكسور و مع اي لمسة الكسر بيحوله لتراب ...تراب بيرميه الريح لكل مكان

الأحد، 16 نوفمبر 2008

تمر السنة الأولي و ثلاث احلام قد اغتالت ...


لا انكر اني لم أكن ادرك اي شئ عنهم ...
و لا عن والدهم ...
كانت البداية في مناقشة الدكتور / علاء الأسواني لرواية يوتوبيا لكاتبها الدكتور / احمد خالد توفيق بالقاهرة في مقر حزب الكرامة بشارع القصر العيني ...
كان يوم ممتع قضيته و كان بصحبتي الصديق العزيز تامر فتحي و لفيف أخر من الأصدقاء في نهاية الندوة رغبت في التحدث لذلك الرجل الذي كان يرأس الندوة ... كان من نوعية الرجال المتقدمين في السن لكن لا تري ذلك في عيونهم ولا أبتساماتهم التي تنطق بشباب في القلب و الصحة و الأهم الروح ...
سألته عن الأنشطة الثقافية التي يقوم بها مقر الحزب و عن صالون الدكتور علاء الأسواني و عن إمكانية عرض افلام مستقلة عندهم ...
تجاذبنا اطراف الحديث سألني بتلقائية و انت منين بقا يا تري ...؟؟؟ و كانت الأجابة البسيطة ... (( الأسكندرية )) كنا عندها قد وصلنا إلي سيارته عندما استمع لأسم الأسكندرية و تبدلت ملامح وجهه وقال :
ياااااااااااااه بلد الحبايب .. دة انت عزيز عليا اوي ...
ثم وجدته يخرج ورقة من سيارته و يعطيني إياها :
ابقي شرفنا في المدونة دي علي فكرة انا اسكندراني زيك
تناولت الورقة بتلقائية و انا اقول بمرح :
بجد .. منين في اسكندرية
لكنه بالفعل لم يجبني و تجهم وجهه اكثر و انطلق بسيارته و معه دكتور علاء الأسواني و انا تجاهلت ماحدث و بدئت رحلة العودة مع تامر فتحي فتحت الورقة لأطالع ما كتب فيها عن مدونة لشهداء عمارة لوران بالأسكندرية ... تلك الحادثة الأليمة التي حدثت في عام 2007 و ثلاث اسامي يتصدرون الورقة ..

مدونة الشهيدات الأبرار مني و نهر و ندي
عمارة لوران الأسكندرية الأثنين 24/12/2007

و بينما انا اسير مع تامر و نتحدث عن الرجل و عما تحدثت فيه معه بخصوص الأنشطة الثقافية لفت انتباهه ذكري ان ذلك الرجل من الأسكندرية فهو يعرفه ... الدكتور اسامة البحر ... و سرعان ما ربط بين اسامي الفتيات الثلاثة و اسمه لنصطدم معا ...

فهو والد الفتيات الثلاثة ... ضحايا او بمعني اصح شهداء عمارة اللوران ...
اندهشت كيف ان هذا الرجل لم يبدوا عليه ولو للحظة الحزن الذي من المؤكد انه يستقر في قلبه ...
لا يوجد حزن تستطيع ان تخبئه بهذه البراعة إلا إذا كان كبيرا بما يكفي ان لا يستوعبه احد غيرك ...

تذكرت هذه القصة ... و نحن نقترب من مرور عام واحد علي هذه الكارثة ...

الكارثة التي اسمها بلون الدماء

فساد

تذكرت و رغبت في ان اذكركم ... و من لا يعلم ان يعلم ... و يتذكر
لن أتحدث عن الضحايا الثلاثة ... ادخلوا المدونة التي فتحت لتخليد ذكراهم ...
ادخلوا و شاهدوا الأحلام الثلاثة التي تم اغتيالها ...

ما شعرت به شئ واحد ...

لا تعتقدوا انكم بمنأي عن هذا الفساد و انه لن يصيبكم في يوم من الأيام ...

العبارة ... القطارات ... العمارات ... حوادث الطرق ... الحرائق ... الدويقة

كلها وجوه ... لعملة واحدة ...

فلا تنسوا ...

ليست هناك تعليقات: