إحنا جيلنا يا يونس زي ورق الخريف ...عارف ايه هو ورق الخريف ؟؟؟ هو ورق الشجر إللي بيذبل من البرد و المطر و التراب ...ويقع من علي الشجرة وحيد ميت ... مكسور و مع اي لمسة الكسر بيحوله لتراب ...تراب بيرميه الريح لكل مكان

الاثنين، 11 أكتوبر 2010

وجوه كثيرة


وجوه كثيرة ...

دعونا ننشر هذه الابتسامات ...

دعونا نكون جزء من هذه الحياة ...

وجوه كثيرة ...

دعني ابسط يدي لك ...

و انا مغمض العينين ...

يسير بنا قطار الحياة ...

كل في اتجاه مختلف ...

انتظر لمسة تلك اليد التي سترد علي السؤال ...

و لكنها تصطدم باشباح ...

وجوه كثيرة ...

و الهالات تتسارع من حولنا ...

دوائر تدور من حولنا ...

و ذلك الضوء اللاسع يحيط بنا ...

و عندما يصيبنا الدوار ...

نغلق اعيننا اكثر ...

نستشعر بالهواء الذي يلامس يدينا ...

و نري بها وسط هذه الدوامات

وجوه كثيرة ...

فلا نري سوي ما تلمسه ايدينا ...

فراغ

الأربعاء، 4 أغسطس 2010

ورق و فضة

أخذ يجمع عملاته الفضية من أمام موظف شباك التذاكر في المترو الذي كان ينظر له بنعاس و لا مبالاة وقحة
دس العملات في جيبه بإستسلام وعدل من وضع حقيبته علي كتفه و توجه إلي المكينة يدفع التذكرة بداخلها ليمر من الالة فيندفع احدهم بملابسه المتسخة يلتصق بظهره ليعبر معه عبر الالة دون ان يدفع شيئا
توجه نحو الرصيف صاعدا السلم تاركا السلم المتحرك المزدحم إنزوي نحو نهاية الرصيف يقف بعيدا عن الزحام بينما الصوت المنبعث من السماعات لتلك الموظفة تحث المواطنين علي التزام النظام و النظافة و الهدوء إلي ان وصل المترو بصوته الالي الهادر
بخطوات متثاقلة توجه ناحية الباب لكن تلك الاكتاف اخذت تدفعه بعيدا لتسبقه إلي المقاعد رغم انه لا ينوي الجلوس اصلا بينما الركاب النازلين يتدافعون عليه ايضا حتي كاد ان يقع لكن الزحام منعه من السقوط و دفعه دفعا داخل العربة
كادت الحقيبة تسقط منه و لكنه تشبث بها حتي إستقر داخل العربة المزدحمة تزاحم انفاسه الاجساد و الانفاس الكريهة و رائحة العرق
أحدهم ممسك بالجرنال يقرء صفحة الرياضة عن مباراة الغد ليندس ثلاث ركاب أخرين بانوفهم من خلفه يقرأون معه تلك السطور ...
هذا الشاب المصوص تلتصق شعيرات وجهه بوجه تلك الفتاة الواقفة بجواره و تلك الابتسامة علي وجهه و النظرة المنسجمة التي تدل علي مشاعر مكبوتة قبيحة تبادله بنظرات فارغة و حوار غامض لا تتبين ملامحه لكنك تدرك معالمه المكررة بوجهها الأسمر فاقد الجمال و لكنه لازال يحمل بعض الملامح الانثوية و حجاب مرصع بكل الوان الحياة مع ملابس غير متناسقة ضيقة كثيرة تضم ما تبقي من الوان العالم الاخر
شاب أخر بلحية مفرغة و جلباب قصير ممسك بالمصحف و يقرء بصوت عالي بينما يلقي عليه الركاب نظرات فارغة كل حين و أخر
مجموعة اخري يرتدون البذلات و العرق يغمر وجوههم يتساخفون عن مديرهم و عن الوقت الذي سيمضونه في الأجازة غدا كلا علي قهوته المفضلة
رجل عجوز عابس يحدق في المجهول و امرأة تحمل طفل علي يدها و باليد الاخري ممسكة بطفل اخر تعاني في هذا الحر و الزحام رجل يحتضن طفلته التي تحدق في ما حولها بصمت
ضحكات عالية صاخبة من بعض الصبية المراهقين بشعورهم المثبتة الواقفة و ملابسهم فجة الالوان و بناطيلهم الساقطة كل منهم يعبث بهاتفه المحمول مشغلا بعض الأغاني باعلي الاصوات ...
ترك الحقيبة تسقط من علي كتفه ...
إنحني ...
فتحها ...
أزاح ذلك الزي الرسمي الملطخ بالدماء ...
اخذ يعبث حتي وصل بين ثياب ذلك الشرطي المجهول المصير إلي جرابه ...
يلمس ذلك المقبض المعدني ...
يحتضنه بيده ...
و يخرجه من غمده ...
إعتدل في وقفته ...
و همس لنفسه ...و عيونه تلتف علي كل تلك الوجوه و يده ترتفع نحوهم
أنا كنت عايز الباقي ورق مش فضة ...

الجمعة، 30 يوليو 2010

حيشمتوا فيا

في بعدك إللي حصل
غنيت عليكي مواويل كثير
إستشهدت بحبك
بكيت و بكيت
قلت ياه علي إللي صار
ياه علي الأيام
كان فين الحب إللي ما بينا
و ليه كان الفراق مصير
دلوقتي تقولي ارجعلك
مش حنفعلك
حيشمتوا فيا كل الناس
و أولهم أهلي
و كرامتي حدوتة بايخة متتحكيش
حيقولوا مش دة إللي كان
و في بعدها غنيت و قلت أشعار
جاي دلوقتي ترجعلها
اسفوخص عليك
اتفوو
عملت راجل و صدعتنا
و انت في حسنها مأسور
و انا مش راجع مسحور
انا راجع مذلول
دقت المر علي ايدك
و دقت الزفت علي ايد غيرك
لا رضيت بالمر
و رضيت بالزفت
و لا المر و لا الزفت رضيوا بيا
و مرمطوا بيا إللي جابوني
و حدفوني بعيد
و ليه حيشمتوا فيا
مهما شمتوا خلاص
شاوروا عليا من يوم البعد
قالوا مغفل مسكين
و الزمن لا بيحمي مغفل
و لا بيداوي جريح
قلتلهم عرفتوا منين
طلعوا مغفلين
شمتوا و شمتوا
فاكر نفسك فارس علينا
حتوصل لعرشها
تعاشر اهلها
تشعر في حسنها
تغزل في شعرها
روح روح ...
اطلع الجبل
و انزل
حتلاقينا هنا مستنين
بنقول نكتة فاتتك
و حنضحك عليك ضعفين
اما انت مش قد الفراق
طب كنت بتسيبها ليه
اديك راجع تحبها
غصبا عنك مكسور
و هي لا حترضي عنك
و لا هتقول معذور
مش حتقول ايوة انا إللي قسيت
انا إللي مشيت
سلسته و اديته ظهري
طب فك السلاسل ليه
افتكر قسوتي مرة
و الفرقة عني سهلة
ارجع يا عبيط
قسوتي حتبقي الدبل
كرباجي عليك حيحط
حترفع ايدك لفوق
تدعي و تقول يا مغيث
حيشمتوا فيك
و اولهم اهلك
و يضحكوا عليك

الأحد، 23 مايو 2010

حامد محمد احمد محمود

و بقدر ما كان يبدو علي اسمه من غرابة و مداعاة للسخرية كانت كذالك حياته و قراراته
فرغبته ملاحقة تلك الفتاة التي خبلته منذ كان صغيرا بعيونها الجريئة و شعرها الذهبي كان أجن و أغرب قرار إتخذه في حياته
و حاول إبراهيم و صلاح و حمادة إرجاعه في قراره ...
و لكنه كان مصر
يا مجنون دي زمانها كبرت ...
زمانها بقت شبه المومياء
ياعم انت دي أكيد ماتت بعد السنين دي كلها
لكنه لم يكترث ... كان يدرك دوما انها لا تكبر بل انها عكس كل البشر ... تصغر ... و تزداد جمالا ... لانها ليست من البشر ...
يذكر وشاحها كيف كان يطير مع نسمات هواء البحر علي الكورنيش كما لو ان الرياح تحتضنها و تغسل جسدها المشدود ...
كيف كان يشعر بتلك الرياح تلمس عظامه و يرتجف جسده ... هذا ما نتشاركه الأن انا و انت ... لمسة الهواء ...
كانت تمسك رسالتها التي أوصلها لها البحر في زجاجة ...
تقرأها و تبتسم ... تلك الرسمة العبقرية علي شفايفها تجعله يؤمن دوما بوجود إله
الأله وحده يستطيع ان يخلق هذا الجمال
كان طفل صغير يترك كرته يلعب بها أصدقائه علي الرمال دون ان يكترث و يجلس بالساعات يراقبها بجوار الشمس ... تغر و تختلط بالمياه ... وهي فوقهم ... تمنحهم سحرهم ...
سمع بعدها بعشرات الأعوام ان الغروب هو أروع منظر قد تشاهده عين ... قال هذا لأنها منحته جزء من جمالها ...
كانت عجلته يطير بها في الشوارع المرصوفة ... بضوء ناصع البياض ينير مدينته الساحلية ... و أرامل البحارة يتشاركون مع العجائز الأحاديث الأنثوية ... و هي تخرج من منزلها لتبتاع الليمون الأصفر تلمس قشرته ليشم عبيرها ...
شم اللمونة دي و انت تفوق قالها مصطفي له عندما كان مصاب بالزكام فقال هذه رائحتها الثمرة تخدعكم ...

شاهدها تنتقل بين الشوارع بخطواتها ... تتابعها الف عين و الف روح ...
و هي كالعبير تنشر سحر هوائها في كل مكان ...
يتحول العالم لونه .. و رائحته ...

كانت الأطفال تبكي ... و العجائز يندبون ... و العاجزين بائسون ...
و لكنها كانت تكتفي بان تنحني ... و تشرق بشمس روحها ليل نفوسهم ...
و تمنحهم إبتساماتها ... لتزرع الفرحة داخل صدورهم ....

و تلمسهم .. مطبطبة ... لترقص الفراشات مطيرة أحزانهم ...

كانت أميرته ...
إخترقت البحر ذات مرة باحثة عن رسالة أخري قادمة من الناحية الأخري ...
إنقسم البحر لشطرين حتي تمر بينه ... حتي إخترقت أسراره ...
فأحب أن يحتفظ بها ... بجمالها ... لنفسه ...
فاطبق عليها يحتضنها و يخفيها عن أعينه ...

و هاهو حامد يبحر الأن بعد مرور السنين ...
بعد ان لم تشرق بعدها شمسا ادا علي مدينته ...
و البحر يختلط ظلامه بظلام سمائه ...
و الشعر الأبيض نبت فوق راسه ...
و التجاعيد نحتت علامات الوجوم علي وجهه

مؤمن بإنه يوما ما ...
سيجد حبيبته ...

الخميس، 18 مارس 2010

اليوم إسكندرية ... سأركب الترام ... و أودعك وحيدا


21 عام ...
21 عام بيننا ..
طفولة ..
دراسة ...
مراهقة ...
كلية ...
بلوغ ...
نضج ...
حزن ... ألم ... أصدقاء ...

21 عام قضيتهم داخل أسوارك ... مأسور بجنتك .. لكن أحلامي و أفراحي تأبي أن ترقد داخل أحضانك ... لمست فيكي كل الشوارع ... و كل المعاني ... و كل الناس ... الأن إسكندرية لن أتخطي فيكي شارع إلا و إذا كان لي وسط أحضانه ذكري ... و في كل ناصية ... وجه أعرفه ... بيننا يا إسكندرية قصة حب ثائرة كبحرك في الشتاء ... ميتة كبحرك في موسم جذر ... حزينة كقطرات دموعك عند الشتاء ... صاخبة كزوارك في الصيف ...

قصة ستنتهي حبيبتي بالفراق ... و الرحيل ...
اليوم أنا لكي مغادر ..
راحل ..

مودع سمائك و بحرك ... سحابك و أرضك ... هوائك ... رائحة الملح ... نسيمك ... عبيرك ... ذكرياتي ...

اليوم أنا راحل ...
بإحزاني ...

لكن إسمحيلي يا إسكندرية ان أقولها قبل رحيلي ...
و أن أعني كل حرف و كلمة ستخرج من صدري لتطبع كحروف أمامك ...

أنا راحل يا إسكندرية و لكن القلب ليس صافي ... و النفوس غير راضية ...
راحل و أنا غاضب ... غضب اليحر في نوة يسعي فيها أن يلمسك بأمواجه ليهوي عليكي معاقبا ... فتتفتت أمواجه علي صخورك ليعود منحسرا خاسرا مكسورا ...

راحل أعاتبك ... قلبي يبكي منك و علي فارقك ... يطردك من أمام أعينه و يغمضها ليحافظ علي صورتك داخلها ...

يقول غاضبا ... أحبك ... أكرهك ...

طبعتي أسمك و ذكرياتك بداخل قلبي ...
بلمسة كالصخر ...
الصخر الذي فصل مدينتك عن بحرك كأسوار ... و عازل بين أحلامنا ... و دروبك و شوارعك ...

و أنا راحل ... لأني سئمت تلك الألام ...

و تبت عن تلك الأيام ...

اليوم يا إسكندرية ...
سأودعك ...
وحيدا ...
سأجوب شوارعك للمرة الأخيرة ...
القي نظرة أخيرة علي أرصفتك و محلاتك و مبانيكي ... و ذكرياتي ...

سأركب الترام وحيدا ... لأستعيد حياتي بأكملها التي كلما أسرعت ... حتي توقفت في إحدي المحطات ... لتحمل في كل محطة ذكري دائمة ...

سأركب القطار ... ينطلق بي مسرعا ... يخبرني كم أنتي برغم صغرك ... كبيرة ... خطيرة ... و أتذكر مغامراتي ... و صولاتي و جولاتي ...

سأسير علي بحرك ... و ألمس أسوارك ... أخبرها كم كنت أتمني أن أتخطاها ...

سأجوب في شوارعك هائما ... وحيدا ... حزينا ...

و هل تعلمين ؟؟؟ هل تعلمين أن تلك اللمسة التي أنتظرها لتلمسني من الخلف ... أتية من الماضي ... علي ظهري ... حنونة و رقيقة ... تقول لي إبقي ..
لن تأتي ... لن تأتي منك يا إسكندرية ... لقد إنتظرتها طويلا ... طويلا أكثر مما يجب لكي أفهم أنها لن تأتي ...

عذرا يا إسكندرية ... لن أتوقف عن السير الأن ... و سأبقي هائما ...

حتي أصل إلي نهاية هذا المشوار ... علي أبوابك ...

و أرحل ...

إسكندرية ...

حبيبتي ...

أمي ...

أيها البحر الثائر المجنون الحزين القوي المكسور ...

وداعا ...

: (