إحنا جيلنا يا يونس زي ورق الخريف ...عارف ايه هو ورق الخريف ؟؟؟ هو ورق الشجر إللي بيذبل من البرد و المطر و التراب ...ويقع من علي الشجرة وحيد ميت ... مكسور و مع اي لمسة الكسر بيحوله لتراب ...تراب بيرميه الريح لكل مكان

الأحد، 23 مايو 2010

حامد محمد احمد محمود

و بقدر ما كان يبدو علي اسمه من غرابة و مداعاة للسخرية كانت كذالك حياته و قراراته
فرغبته ملاحقة تلك الفتاة التي خبلته منذ كان صغيرا بعيونها الجريئة و شعرها الذهبي كان أجن و أغرب قرار إتخذه في حياته
و حاول إبراهيم و صلاح و حمادة إرجاعه في قراره ...
و لكنه كان مصر
يا مجنون دي زمانها كبرت ...
زمانها بقت شبه المومياء
ياعم انت دي أكيد ماتت بعد السنين دي كلها
لكنه لم يكترث ... كان يدرك دوما انها لا تكبر بل انها عكس كل البشر ... تصغر ... و تزداد جمالا ... لانها ليست من البشر ...
يذكر وشاحها كيف كان يطير مع نسمات هواء البحر علي الكورنيش كما لو ان الرياح تحتضنها و تغسل جسدها المشدود ...
كيف كان يشعر بتلك الرياح تلمس عظامه و يرتجف جسده ... هذا ما نتشاركه الأن انا و انت ... لمسة الهواء ...
كانت تمسك رسالتها التي أوصلها لها البحر في زجاجة ...
تقرأها و تبتسم ... تلك الرسمة العبقرية علي شفايفها تجعله يؤمن دوما بوجود إله
الأله وحده يستطيع ان يخلق هذا الجمال
كان طفل صغير يترك كرته يلعب بها أصدقائه علي الرمال دون ان يكترث و يجلس بالساعات يراقبها بجوار الشمس ... تغر و تختلط بالمياه ... وهي فوقهم ... تمنحهم سحرهم ...
سمع بعدها بعشرات الأعوام ان الغروب هو أروع منظر قد تشاهده عين ... قال هذا لأنها منحته جزء من جمالها ...
كانت عجلته يطير بها في الشوارع المرصوفة ... بضوء ناصع البياض ينير مدينته الساحلية ... و أرامل البحارة يتشاركون مع العجائز الأحاديث الأنثوية ... و هي تخرج من منزلها لتبتاع الليمون الأصفر تلمس قشرته ليشم عبيرها ...
شم اللمونة دي و انت تفوق قالها مصطفي له عندما كان مصاب بالزكام فقال هذه رائحتها الثمرة تخدعكم ...

شاهدها تنتقل بين الشوارع بخطواتها ... تتابعها الف عين و الف روح ...
و هي كالعبير تنشر سحر هوائها في كل مكان ...
يتحول العالم لونه .. و رائحته ...

كانت الأطفال تبكي ... و العجائز يندبون ... و العاجزين بائسون ...
و لكنها كانت تكتفي بان تنحني ... و تشرق بشمس روحها ليل نفوسهم ...
و تمنحهم إبتساماتها ... لتزرع الفرحة داخل صدورهم ....

و تلمسهم .. مطبطبة ... لترقص الفراشات مطيرة أحزانهم ...

كانت أميرته ...
إخترقت البحر ذات مرة باحثة عن رسالة أخري قادمة من الناحية الأخري ...
إنقسم البحر لشطرين حتي تمر بينه ... حتي إخترقت أسراره ...
فأحب أن يحتفظ بها ... بجمالها ... لنفسه ...
فاطبق عليها يحتضنها و يخفيها عن أعينه ...

و هاهو حامد يبحر الأن بعد مرور السنين ...
بعد ان لم تشرق بعدها شمسا ادا علي مدينته ...
و البحر يختلط ظلامه بظلام سمائه ...
و الشعر الأبيض نبت فوق راسه ...
و التجاعيد نحتت علامات الوجوم علي وجهه

مؤمن بإنه يوما ما ...
سيجد حبيبته ...

هناك تعليق واحد:

أحمد يحيى يقول...

الله أكبر يايوسف. يعني تدوينة وانتا ماشي، وتدوينة وانتا راجع يامعلم. جو اسكندرية برضو بيعمل العجايب حتى لو مش عايش فيه. مجرد الشعور بإنك راجعله.

جميلة أوي يايوسف.. رغم الغلطات ورغم انك محتاج كورس عربي مكثف لكن جميلة.. تحسها كده خفيفة وتقيلة في نفس الوقت. كإنها قصة وعدّت، لكن رغم كده تحس كإنك ممكن تبكي لو طولت النظر فيها شوية كده..

الله يكرمك يايوسف ابقى اكتب.. ومتكتئبش!

أحمد.