إحنا جيلنا يا يونس زي ورق الخريف ...عارف ايه هو ورق الخريف ؟؟؟ هو ورق الشجر إللي بيذبل من البرد و المطر و التراب ...ويقع من علي الشجرة وحيد ميت ... مكسور و مع اي لمسة الكسر بيحوله لتراب ...تراب بيرميه الريح لكل مكان

السبت، 8 نوفمبر 2008

دون سابق انذار ...

هكذا .. دون سابق انذار ...

يأتيك الخبر

و ياتيك الأمر

دون سابق انذار قد تجد نفسك قد فارقت هذه الحياة

انتقلت من مستوي لمستوي اخر

تفقد شئ قيم

تجد شئ قيم

بين لحظة او اخري

خصوصا في تلك اللحظات التي لا تتوقعها

ياتيك الخبر

و يهبط عليك القرار

انا لست مجرد شاب لاهث خلف المتعة

او يتفاخر بكونه غريب الأطوار مختلف منفرد

لست ذلك الشاب الذي دفن حياته و عقله في عمل لا طائل منه لهدف يدعو للسخرية

و لست ذلك الشاب الذي يسرق بعينيه قلوب العذاري

بالتأكيد لست ممن يضربون باقدامهم الأرض بتوتر في إنتظار دورهم في هذا الطابور العريض

و هذا الشخص الذي يدعوك صراحة لأن تكرهه بعيونه الوقحة اللامبالية يتحكم بك وهو يصيح بكل استنطاع

التالي

كما لو انه يدرك ان من يطالعه من خلف هذا الشباك الحديدي يعاني و ينشده لأنهاء تلك الخدمة يحمل بداخله تقزز و قرف منه و كثير كثير من الحقد و الكره و الأستنكار فعلا علاقة غريبة و شحنات عاطفية تكاد تحرق الجو تدور في فلك هذا الشباك

بمنديله المخملي يمسح راسه و يعدل من وضع نظارته التي اعاد تركيبها اكثر من عشر مرات بالورق اللاصق

الورق غير مستوفي الشروط

لابد و انه يقول ذلك لكن هذا ليس شأني فانا اقف بعيدا هذا ليس مكاني ...

و هؤلاء انا لا انتمي إليهم ...

احاطوني حتي كدت ان اختنق من زحمتهم

انا لست واحد منهم

نظرت لها وقلت

سيصل في لحظة

و سيرحلوا

ستبقي معي

انا مدرك الأجابة لكن رغبتي في سماعها مرار و تكرار هو ما دفعني للسؤال

الأجابة شعرت بها في سكوتها و عدم مبالتها بي

صوتها صار بعيد تماما عن اذني و عن ذهني

ربما لو سمعته مجددا الأن لن اميزه حتي انظر لها

انا لا افهم شئ

كل شئ متداخل

ماذا افعل هنا ؟؟؟

ماذا نفعل جميعا هنا ...؟؟؟

ما الذي جمع كل هؤلاء في مكان واحد

صاح بها احدهم وسط الجموع الواقفة

صاح و هو يتحرك في مكانه

بدئت انظر حولي في قلق

العرق اخذ يتصبب منها و الرعب يطل من عينها

هذا خطأ ...

هذا غير مفهوم

بدئت الهمهمات من افواه الواقفين جميعا

يستحيل ان اقف في مكان واحد فيه شخص مثلك

او مثلك

او مثلك

او مثله

قالها وهو يشاور علي

شعرت بها ترتجف و انا امسك يدها

الهمهمات بدئت تتحول إلي صياح

القي المنديل الذي يحمله

خلع نظارته

نظر ببلاهة له و هو يصيح

اين انا ؟؟

اين انا .؟.

دعوني افهم

ماذا يحدث ؟؟؟

لقد وصلوا ...

صاح بها اخر

بدئت المجاميع تتحرك

هو يصيح

تحمله بعد الأيدي وهو ينتفض برعب و يصرخ

ماذا ؟؟؟ ماذا ؟؟؟ ماذا يحدث ؟؟؟

بدئم بالتحرك و انا وهي واقفين دون حراك نتمني الا يشعروا بنا

صياحه تحول لصراخ وهو يختفي وسطهم

فجأة وقفوا امامنا ...

انهم منهم

هل انتم معنا ؟؟؟

بقلق و خوف

هززت راسي ان نعم

نظروا لها

لا تجيب

هل انتي معنا ؟؟؟

لا تجيب

هل انتي معنا ؟؟؟

لا تستجيب لهم و عرقها ينهمر بغزارة

امسكها من كتفها و هزها بعنف

هل انتي معنا ؟؟؟

لا تجيب جذبوها بقوة ...

هل انت معها ؟؟؟

نظرت لها ... عيونها لا تصدم بي

جسدي يرتجف

عيونهم الشكاكة تذبحني

يدي تترك يدها المرتجفة

انا معكم ؟؟؟

جذبوها وهم يتركوني تبتعد عن نظري و تختفي و ملامح وجهها لا تتغير

اسير مع الجميع

إلي حيث هم يسيرون ...

هناك تعليق واحد:

إيما يقول...

مشهد مرعب!!الوصف والتفاصيل مكتوبين بشكل رائع !!إنت بتكتب سيناريو ولا ده تأثير السينما :)؟؟

النهاية كانت مفاجأة..صدمتني بمعني أوضح يعني

تحياتي
:)