إحنا جيلنا يا يونس زي ورق الخريف ...عارف ايه هو ورق الخريف ؟؟؟ هو ورق الشجر إللي بيذبل من البرد و المطر و التراب ...ويقع من علي الشجرة وحيد ميت ... مكسور و مع اي لمسة الكسر بيحوله لتراب ...تراب بيرميه الريح لكل مكان

الأحد، 22 يوليو 2007

شمس اليوم الأخر




صوت الصرير إنطلق كالرعد يدوي في أذنه, وأمه تفتح باب القبو, لتكشف عن الظلام القابع بالداخل, ينتظره ليلتهمه بنهم ...وبعيون باكية, وصوت منتحب, صرخ مناجيا أمه أن ترحمه, وهي تجذبه كالشاه , و لكن كما لو أنه يناجي تمثالا من الشمع, نحتت علي وجهه أشد الملامح قسوة, و أكثرالنظرات برودة علي مر التاريخ.لم تستجب له ...وبقوة دفعته إلي فم الظلام المتسع, حتي يطبق عليه بمجرد سقوطه, ويسمع صرير باب القبو ينغلق من خلفه ...كقطعة من الزجاج المهشم لملم جسده وهو جالس, و زحف منكمشا إلي ركن الغرفة, يحدق بعيون ممتلئة بالرعب, و الفزع, و أنفاس تعالي صوتها حتي صُمت أذناه, يتطلع إلي الظلام الذي يحيط به, يحاول أن يتفرس الوجوه القاتمة التي تحدق به في الظلام, وتراه ...ونظر إلي النافذة التي باعلي الحائط, مغلفة بالقضبان, يناجيها أن تشرق شمسها, وتنير له نظراته ...لم يرهم يوما, وكلما بزغ الفجر لم يجدهم حوله, ولكنه يعلم أنهم موجودون, ينتظرونه كل يوم ,وكل ليلة, يترقبون عودته, ويخدشون الحائط بنهم في إنتظاره ...متوحشين, أو مظلومين, هم في إنتظاره, و في أحضان الظلام إعتادوا أن يكونوا ...و يخشي أن يكون هذا منتهاه أيضا ...زحف مرة أخري, ولكن نحو النافذة ...وقف, و لكنها لطالما كانت أعلي منه ...حدق في السماء المظلمة من بين قضبانها ...يناجي الشمس أن تخرج, و يتسائل, هل سيراها مرة أخري؟ ...حك لحيته التي نمت, راسخ في مكانه لا يتحرك ...يتطلع من خلف القضبان إلي ظلام أخر ...و يتسائل وهو داخل السجن ,عن شمس اليوم الآخر ...

ليست هناك تعليقات: