الأن انت تموت
تبتعد و تنسحب عن عالم مثالي هيئته و خلقته لنفسك ...
عالم كنت في يوم من الأيام خارجه ... ثم اصبحت بداخله و جزء منه ... ثم عاد ليلفظك ليكمل دورة الحياة المعتادة
و انت يا عزيزي الأن
عليك ان تموت
عليك ان تبدأ من جديد
و ان تخسر كل شئ
و الجميع
الوجوه تتباعد
و تختفي في ذلك الركن المظلم من حياتك الذي يتسع اكثر و اكثر حتي يكاد ان يبتلع حياتك باكملها لتعيش في ذلك الظلام إلي الأبد
و جوه اصبحت بلا اسماء و لا عنوان ... بلا عيون ... و بلا احساس
تتباعد تتباعد و سكرات الموت تهل عليك بقوة لتوقظ اخر الأشياء الحياة بداخلك لتستنفذها و تخرج كل الطاقة التي بها
لتجد نفسك تشم رائحة مكان في الماضي السحيق يحمل لك ذكري و الف فرحة
و تتذكر يوم كنت فيه اسعد الناس
و تمر قصة حياتك امام عينيك بدون جمهور يدرك ما فيها من وجع و الم
اخر اهاتك تخرج دون مجيب كالعادة ...
يهبط احدهم علي اذنك ...
بمنتهي البرود يقول :
لازال امامك الكثير
ثم يرفع راسه مرة اخري و يبتعد دون ان يبدو علي وجهه اي انفعال
تتسارع الدقات و كل شئ يهتز
كل الوجوه تظهر و تختفي
اناس رحلوا و اناس يرحلون
كل الوجوه الواجمة
تظهر لك بعيونهم الزجاجية
لا تعلم كي يودعوك
ام كي تودعهم انت
هذه ليست نهاية
و هنا تكتمل اركان المأساة
هذه بداية اخري
كل نهاية هي عبارة عن بداية اخري
و حياتك باكملها تتحول لمرحلة عابرة تركت بصمتها بداخلك
و تبقي الجزيرة بعيدة
و يبقي البحر عاتي لا يهدء
تري ...
هل ستبتسم مرة اخري؟
تري
هل ستمر عليك مرحلة اخري مشابهة تعيد إليك شعور الفرحة الذي اصبحت تفتقده ؟
هل ستمر عليك مرحلة اخري مشابهة تعيد إليك شعور الفرحة الذي اصبحت تفتقده ؟
تري
هل ستنام مرة اخري بذهن صافي و قلب راضي؟
ام ستظل تلك الدمعة اللعينة تهرب من عينيك كل ليلة ؟
تري
متي ستكون النهاية الحقيقية لكل هذا ؟؟
نعم انه يموت
هناك تعليق واحد:
جامدة !!
إرسال تعليق