إحنا جيلنا يا يونس زي ورق الخريف ...عارف ايه هو ورق الخريف ؟؟؟ هو ورق الشجر إللي بيذبل من البرد و المطر و التراب ...ويقع من علي الشجرة وحيد ميت ... مكسور و مع اي لمسة الكسر بيحوله لتراب ...تراب بيرميه الريح لكل مكان

الثلاثاء، 14 يوليو 2009

احكي يا شهرزاد ... عودة لسينما الترميزات

منذ فترة طويلة لم نشاهد فيلم يوظف فكرة ما شائعة من أجل فكرة اكبر و اعمق و باسلوب سلس و موفق إلا بعض الأفلام مثل الفرح و كباريه لمخرجهم سامح عبد العزيز او اي تجربة معاصرة لكنها كلها كانت تجارب علي استحياء و الممتع ان الفيلم الذي يعود بنا لهذه السينما هو فيلم يقوم عليه ثلاث عناصر ناجحة غابت عن التألق فترة لا بأس بها اولهم المخرج يسري نصر الله الذي لم يفلح بفيلم جنينة الأسماك ان يصنع حالة فنية و يحقق نجاح افلامه السابقة بالذات باب الشمس الذي فتح له ابواب العالمية علي مصرعيه و لم يستغلها حتي الأن و الثاني وحيد حامد الذي بالرغم من اختلافي دائما مع كتاباته و افكاره لكني لا انكر انه من افضل كتاب السيناريوا في تاريخ مصر و لكنه غاب فترة لا بأس بها ايضا و قدم مجموعة من الأفلام لم تناسب تاريخه و ما صنعه و كان اخرهم فيلم الوعد ... ثم العنصر الثالث المتمثل في مني زكي التي غابت عن شاشات السينما ايضا فترة ليست بهينة لتعيد حسابتها و تدرس كيفية تطورها و سعيها لذلك بتفرغها لورش التمثيل بأمريكا و تطوير ادائها و تطوير الموضوعات التي تطرحها و تخطي الحالة التجارية التي كادت ان تنخرط فيها بعد نجاحها ليقدموا لنا سيمفونية سينمائية ستكون خالدة و لها ثقلها .... هذه السيمفونية اسمها .... احكي يا شهرزاد


الفيلم بنبذة قصيرة تسمح لنا ان ننقاشه فيما بعد يتحدث عن تلك المذيعة التي تدير إحدي برامج التوك شو و تعرض مشاكل المجتمع بجرأة علي غرار مني الشاذلي في العاشرة مساء و طرحها لمواضيع سياسية حرجة و علي جانب أخر زوجها الصحفي الشاب بإحدي الجرائد القومية المرشح بقوة لرئاسة تحرير الجريدة التي يعمل بها في حركة أحلال و تجديد لرؤساء تحرير الصحف المصرية دون ذكر السبب رغم صغر سنه و لكن هذا لا يعيب الفيلم فهناك تفاصيل لا تحتاج لمعرفتها من الفيلم حتي لا تخوض في نقط تبعدك عن احداث الفيلم و رسالته و لكن هذا الصحفي يتعرض لضغوط من اقطاب الحزب الحاكم او مراكز القوة الحالية لتوجهات زوجته للموضوعات الشائكة سياسيا و ان هذا قد يؤثر علي مستقبله و علي رئاسة تحرير الجريدة التي يعمل بها لينقل بدوره هذه الضغوط إليها مطالبا اياها بان تقف بجانبه في هذه الفترة الحرجة من حياته و كيف كان يستغل العاطفة دائما ليضغط عليها و استغلال فراش الزوجية لفرض ارائه و افكاره عليها ...


عندها تبدأ المذيعة الطموحة ( مني ذكي ) في البحث في مواضيع جديدة في قلب المجتمع بعد تعرضها لتجربة غريبة عند ركوبها المترو مع إحدي البائعات التي تعمل في إحدي محلات الطبقة الأرستقراطية في مصر و كيف شكلت النساء داخل عربة المترو ضغط و كبت علي مني ذكي في مشهد صامت مبدع لأرتداء الحجاب بالرغم من عدم اتساقه مع باقي ملابسها ...



عندها تبدأ في البحث عن سبب تحول عقلية المرأة إلي هذا الحد و ما مدي الكبت و القهر الذي تمر به ليجعلها تمارسه و تدافع عنه بدورها ...

و هكذا تبدء مني ذكي في استضافة مجموعة من النساء كل واحدة منهم لها حكاية تم عرضها باسلوب سينمائي ممتع و كل منهم تحمل قصتها مغزي ما لتكتمل الصورة بعد ثلاث قصص من البرنامج و قصة البائعة و قصة المذيعة ذات نفسها الحالة التي وصل لها المجتمع المصري و علاقته بالمرأة ...





اتي السيناريوا متامسك من وحيد حامد لا يحتوي علي اي ثغرات و اعتمد علي الصورة للحكي اكثر من الحوار نفسه ... و استبدل الحوار الصريح بجمل حوارية بسيطة اجاد توظيفها لتوضيح معاني اخري من بين السطور كما اتت الصورة مبدعة و إحترافية بفضل توجيهات المخرج يسري نصر الله الذي امتلك الحالة العامة للفيلم و نجح بالقفز بين مختلف طبقات و فئات المجتمع المصري بسلاسة غير طبيعية دون إيذاء الحالة العامة للفيلم ...


و يضاف إليهم كيف نجحوا في توصيل فكرة الفيلم دون الدخول إلي تفاصيل قد تشوه المعني او الرسالة الصريحة للفيلم و هي ان الكبت الذي يمر به المجتمع نتيجة لظروفه السياسية المتدهورة و بالتالي قهر و كبت للرجل و المرأة معا و لكن لكون الرجل في مجتمع شرقي هو صاحب السلطة الأقوي داخل المجتمع فإنه يمارس فنون الكبت و القهر التي يتعرض لها بالتالي للعنصر الأضعف منه ... المرأة دائما ... و بالتالي الطفل سيتعرض لهذا القهر ايضا عن طريق مشهد لخادمة فلبينية تعتني بطفل و تشاهدها مني زكي و هي تتسائل لماذا لا نسعي للأنجاب بحق ... (( نفسي أعرف احنا بنعمل بالجواز ايه )) كدليل انه اصبح وسيلة للقهر و الكبت الذي وصل إلي الفراش ... فراش الزوجية ... او حتي فراش العهر ...


احتوي الفيلم ايضا علي العديد من المشاهد الجنسية لكن يحسب للمخرج و المؤلف عدم الأفراط فيها و ان تثير هذه المشاهد الأشمئزاز و التقزز بدلا من الأثارة كدليل علي مدي تشوه هذه العلاقة بسبب ما يمر به المجتمع


الأيجابيات الأخري التي تصب في صالح الفيلم هو التمثيل حيث أجاد كل الممثلين بلا استثناء في ادوارهم و اجاد يسري نصر الله في إختيار ممثلون يناسبون الأدوار التي يؤدوها من خلال المواصفات الجسدية او الشكلية و الأداء حيث قدم الجميع سيمفونية من الأداء البارع و التجسد و التقمص للأدوار حتي بملامح الوجه و النظرات التي إستطاع يسري نصر الله في توصيل معانيها بمنتهي السهولة


نأتي لعيوب الفيلم فهي عيوب مكررة و في الحقيقة قد سئمت منها بشدة مثل استغلال موضوع الحجاب كرمز للقهر دائما فبعيدا عن تشوه معني الحجاب بالفعل في مجتمعنا لكن هذا شئ يعيب المجتمع لا الحجاب و لا الدين و ربط القهر بالحجاب دائما هو اسلوب سخيف و دنيئ و معروفه نتائجه

كذلك ربط الجنس دائما بافلام المرأة و المراهاقات ... و إن إذا كان هناك فيلم سيتحدث عن مشاكل المرأة او مشاكل المراهقات و المراهقين لابد من ربط هذه المشاكل دائما بالجنس و طرحها مع هذه المشاكل او لنكون محايدين بالفعل التركيز علي الجنس في هذه الأعمال و ان هذا هو السبب دائما في صنع تلك الحساسية بين المجتمع و بين اي عمل ادبي او سينمائي او فني عن مشاكل المرأة و ربطها دائما بالجنس اعتقد انه يمكن ان اتدث عن مشاكل المراهقة بدون الأعتماد علي الجنس و التحدث عن قهر المرأة بدون ان ادمج الجنس بهم دائما ...

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

انا دخلت الفيلم ده .. رغم كل ما قاله النقاد، يمكن عشان بحب مني ذكي .. اتو يمكن عند مع النقاد .. او يمكن ده وعد مني لمني انني هفضل جمبها وايرادات فيلمها مش هتضعف ..
كنت خايفه يكون وحش فعلا! بس لما دخلته عجبني اوي .. فعلا حسيت انها سيمفونيه من الاداء البارع بجد زي مانت قلت يا يوسف .. :)

فعلا كل واحد فيهم غاب .. بس كل واحد فيهم رجع بالفيلم ده بنفس قوته ويمكن اكتر كمان ..

انا برضو شايفه ان كل واحد في الفيلم ده الدور بتاعه مرسوم ليه .. وكأن المؤلف كان بيكتب الفيلم ده للنجوم دي ...

انا معاك كليا في نقطة الحجاب .. انت اكيد تقصد بنقطة ربط المرأه بالجنس دي مشكلة البنت اللي دخلت السجن .. بس اقولك يا يوسف ، انا مش معتبراها نقطة سلبيه .. لان ده من الواقع .. مش غلط نربطهم ببعض طالما المشاهد مكنتش مقززه ولا مستفزه .. وطالما ده ليه هدف ورساله .. صدقني الحساسيات دي ممكن نلاقيها في افلام تانيه كتير ممكن تناقش لبقضيه دي بجرأه تجرح ..

انا ناويه ادخل الفيلم ده تاني :)

بس اقولك علي حاجه .. انا الفيلم ده عجبني جداااااااا .. بس المقال ده عجبني اكتر من الفيلم !

عجبني تركيزك في التفاصيل .. عجبتني طريقة وصفك .. وحتي نقدك ..

بجد ده احسن مقال قريته عن الفيلم .. تسلم ايديك يا يوسف :)

حلم بيعافر يقول...

ياجدع انت كبر الخط شوية
انا اتحوللت
انت مستقصدنى شكلك
طب بقى انا مش معلق ع البوست عندا فيك بقى لما تبقى تريح عينيا وتكبر الخط
تحليلاتك وارائك جميلة وتحترم ياجو
تحياتى