إحنا جيلنا يا يونس زي ورق الخريف ...عارف ايه هو ورق الخريف ؟؟؟ هو ورق الشجر إللي بيذبل من البرد و المطر و التراب ...ويقع من علي الشجرة وحيد ميت ... مكسور و مع اي لمسة الكسر بيحوله لتراب ...تراب بيرميه الريح لكل مكان

الأحد، 18 مايو 2008

ذكريات ...








تري ؟؟؟... من نقابلهم في الطريق كل يوم ؟؟؟... اليس من الممكن ان هذا الشخص الذي يصتطدم بكتفك او يمر امامك كان صديق طفولة ... و بينكم الكثير من الذكريات البريئة ... لكن لا احد فيكم يتذكر الأخر ... او يتذكر وجود هذا الصديق في حياته اساسا ... في الحقيقة و سط زحمة الشوارع هذه ... و اختلاط الوجوه و الأجساد ... تدرك ان الشارع هذا نفسه مر عليه الكثير و لم يعودوا ... و هناك من كانوا يودوه و يزوروه علي قترات متقطعة ... و هناك من نشئوا فيه ... ثم هجروه ... و هناك من اتي إللي هذا الشارع ... و استقر بها ... ليكون صديق هذا الشارع ... و خليله الوحيد ... و كل عقد او كل فترة ... يتغير هذا الشخص ... و يليه ... و يليه ... و يليه ... حتي يتحول هذا الخليل ايضا لذكري قديمة اتي بعده كثيرين ... و فعلا ... كما لو ان هذه الذكريات تترك بصمتها علي هذه الشوارع ... تتحول ارصفتها و مبانيها و محلاتها إلي رموز في الشموخ ... كما لو انه زاد في العمر و تحول إلي شيخ قديم ... مر امامه الكثير ... انه لا يحمل ذكرياته فقط ... بل يحمل ايضا ذكريات جميع من مر هنا ... هذا الذي كان يسعي مسرعا من اجل ان يلحق مصالحه و عمله ... الحياة سرقته في طحونتها ... و كله لهدف واحد ... هذا الذي يسير منتكس الرأس من فسوة الزمان عليه ... هذا الذي يسير و بعينيه يفتش في الشارع في اعين و وجوه الناس و بداخله فرحة و امل و طموح ... طموح زهرة جديدة تنبت في الحياة و شباب يأج في صدر فتي بالغ يرغب في تعلم الحياة و تغييرها ... قبل ان تكسره الحياة و تغيره ... حبيبان يسيران متجاورين و اياديهم متشابكة ... بداخلهم فرحة و امل و حب ... كله يختفي خلف النظرات الباسمة و اعتصار الأيادي ... شهد علي حب كان ... شهد علي حب استمر ... شهد علي حب جديد ينمو ... فجأة وجد ان كل من يسير ابنائه ... وهو في عمر اجدادهم ... يشاهد دائرة الحزن ... دائرة الحياة ... تستمر في الدوران ... تأخذ معها الجميع ... هذا ضحية الحزن من 50 عام ... و هذا اخر الأن يذوق من نفس الكأس ... يرغب في ضمهم ... يرغب في ضم هذا الطفل الذي يلعب ببراءة ... يربت بيده علي يد تلك الفتاة التي تسير منكمشة خائفة من ان تذبل و تسحقها اقدام الزحمة و قسوتها ... يربت علي كتف هذا الشاب المنتكس الرأس و يشير له علي مكان اخر في نهاية الشارع يقف هناك من يتذكره ... ينظر له و يتابعه بعيون مشغوفة هو الأخر ... لكن دائرة العذاب ابت ان يتحول الشارع لأنسان و لو للحظة ... ليمل هذا الشاب و ينهض راحلا وهو يعصر قبله حزنا بينما من يراقبه يمسح دموعه و يبتعد هو الأخر ... و يعود هذا الطفل إلي منزله ... يعود هذا الرجل من عمله يحمل تليفونه ... يري انه عمل جاهدا اليوم ... و لكن من اجل من ؟؟؟ ... ينهض خليل هذا الشارع و الليل احكم قبضته علي الحياة و اختفت الأصوات و الناس ... يقف وسط الشارع الخالي ... ينظر لمبانيه ... حوائطه ... محلاته ... السحاب الذي يتحرك فوقه ... ينظر ليده ... يتأمل التجاعيد ... يتمتم لشارعه ...

إننا نشيخ بسرعة يا صديقي ...

ليست هناك تعليقات: