إحنا جيلنا يا يونس زي ورق الخريف ...عارف ايه هو ورق الخريف ؟؟؟ هو ورق الشجر إللي بيذبل من البرد و المطر و التراب ...ويقع من علي الشجرة وحيد ميت ... مكسور و مع اي لمسة الكسر بيحوله لتراب ...تراب بيرميه الريح لكل مكان

الجمعة، 11 سبتمبر 2009

من اول لمسة

يمكن ...

ليه لأ ...

يمكن معاك و لاول مرة ...

أعرف معني الأمان ...

...........

الزحمة في كل مكان ...

الزحمة حتي في الكلام ...

في الأصوات ...

فوضي ...

تايه في دنيا غريبة ...

و أنت الطفل جواك بيسئل ...

فين أنا فين ؟؟؟

أنا مش فاهم حاجة ...

...........

خبر قدومه كان يوم خاص ...

أذكره حتى الأن ...

أهم يوم من أيام حياتي ...

أذكر أنتظاره ...

التحمس للقائه ...

...........

راسه أهيه ...

أقترب ببطء منهدشا ...

من ذلك النتوء الخارج من معدتها المنتفخة ...

يتحرك و يدور حول نفسه ...

أقترب و البلاهة في عيني

ربما يكون هذا هو لقائنا الأول ...

التبشيرة الأولي بقدومه ...

راسه أهيه تاني ...

هذه المرة تتغلب علي دهشتك ...

تمد يدك بسرعة نحو موضع الراس ...

تلمس راسه التي تستمر في الدوران لتختبىء داخل بطنها المنتفخة مرة أخري ...

تنظر لها و في عينيك نظرة دهشة ...

و علي شفتيك إبتسامة واسعة

أخويا ؟؟؟؟

ايوة يا حبيبي أخوك ...

............

دوران العالم من حولك تخف سرعته تدريجيا ...

هناك عد تنازلي ما يقترب من نهايته ...

و تلك الفوضي من حولك ...

تلك الوجوه التي تظهر و تختفي ...

ذلك العالم المليء بالأسئلة و الأسرار ....

و علامات إستفهامه تدور من حولك و تدور و تدور ...

و أنت تكاد تصاب بالدوار ...

و الفضول يقتلك لتعرف الكثير من الأجابات ...

كل ذلك ...

بدء يقترب من النهاية ...

كل ذلك بدء يتجمع في طريق واحد مظلم

ينتظر الأنارة ...

...............

تعد غرفتك بمنتهي الحماس

كل أشيائه و حاجيته التي ابتاعوها قبل مجيئه ...

ترتبها بسعادة داخل غرفتك ...

في انتظار قدومه ...

لترحب به ...

في عالمك ...

انه قادم ...

ذلك الشعور بداخلك يقول ...

انه قادم ...

................

طال الأنتظار ...

لكنه يقترب ...

الأسئلة تتراكم ...

و الفوضي تزيد ...

دوران العالم من حولك تزداد سرعته مرة اخري ...

و أنت تتوه تتوه تتوه ....

ترفع يدك و سط الزحام

وسط هالات الدوران ...

لا تراها ...

حتي يدك مجرد شبح أخر و سط المزيد من الأشباح ...

...................

تذكر كل شئ ...

تذكر كل تفصيلة ...

كيف أخذت تعد المنزل بهدوء و صمت كما لو أننا مقبلين علي سفر مهم

عندما رفعت سماعة الهاتف و طلبت رقمه في العمل ...

و تتبادل معه حديث خفي ...

و أنت تشعر بالقلق ...

تشعر بشىء غير طبيعي ...

تفاجئك بانها تضع طعامك امامك بوجه عابس و عيون مرهقة لتأكل ...

لكن لازال الوقت مبكرا ...

ماما في ايه ...؟؟؟

كل بسرعة ...

ثم تدلف إلي غرفتها لترقد علي الفراش منتظرة ...

...................

يصل من العمل مبكرا ...

يدلف إلي المنزل مسرعا ...

التاكسي معايا تحت ...

تنهض عن فراشها

تبدء في إرتداء ملابسها ...

يونس روح البس هدومك بسرعة

بابا هو في ايه ؟؟؟

يلتفت لك بوجه يغزوه القلق ...

ماما بتولد يلا غير هدومك بسرعة ...

...................

لماذا هذا الدوار ؟؟؟

لماذا هذه السرعة المخيفة التي يدور بها العالم حولك ؟؟؟

و انت طفل صغير أبله ...

لا تدرك عن هذه الحياة شىء ....

تدور الأسئلة و تدور ...

الكل لديه إجابات لكل شىء ...

و انت لديك اسئلة عن كل شىء ...

لا تدرك ...

لا تفهم ...

ترفع عينيك إلي وجه امك الجالسة بجانبك ...

الألم بدء يغزوا ملامحها

و الأهات تبدء في التصاعد من حنجرتها

و أبيك جالس بجوار السائق منطلقين بسرعة جنونية متجهين نحو المستشفي

و أنت صامت

صامت

صامت ...

.....................

الكثير من التفاصيل ...

لكنها بالداخل الأن ...

تصرخ في الم ...

تصيح و انت تستمع إليها ...

عيونك جاحظة تفتش حولك عن اي شخص يفسر لك اي شئ ...

لكن العالم يستمر في الدوران ...

يثبت دقيقة علي صورة ممرضات يضحكون بصوت عالي بمنتهي الأستفزاز ...

و يستمر الدوران ...

رجل اخر يقترب معه زوجته و علي وجهها نفس ما حملته ملامح أمك منذ قليل قبل أن تدلف إلي الداخل ...

و تدور و تدور ...

الصراخ يستمر ...

الصياح يستمر ...

و هم يضحكون ...

و والدك ليس بجوارك ...

و أنت تقف وحيدا امام باب غرفة العمليات الضخم ....

لا تستطيع ان تغلب دموعك ...

و تبدء في البكاء و أنت تقف منتظرا

و لا أحد يقترب ...

ليجيب لك اسئلتك ...

و يستمر العالم في الدوران ...

..................

خرجت الطبيبة و هي تمسح عرقها ...

من خلفها الممرضات ...

أمك المنهكة المرهقة تخرج علي الكرسي المدولب ...

بمجرد أن رأيتها ...

و رأيتها تبتسم لك ...

حتي توقفت عن البكاء ...

و غزت الأبتسامة وجهك ...

طبعت قبلتك علي خدها ...

تنظر ليدها الخالية ...

هو فين ؟؟

تنظر بإرهاق خلفها

تري الممرضة تخرج و في يدها تلك اللفة الصغيرة جدا

تهرول نحوها

تقفز محاولا رؤيته ...

و لكنها تستمر في السير مبتعده خلف امك

تهرول خلفهم ...

نحو غرفتهم ...

تمنح اللفافة لأبيك ...

يحمله و هو يتمتم بالكثير من الأيات القرأنية

و علي اذنه اليمني ...

يكبر في خشوع و فرح ...

عايز أشوفه ...

ينحني لي وهو يبتسم ...

أراه ...

لأول مرة أراه ...

لاول مرة العالم يتوقف عن الدوران ...

و الضوء يضيىء طريقك اخيرا ...

ساكن

صامت

تشعر بانفاسه المتقطعة التي يستمدها من انفه الصغير

و عيونه المغلقة ...

ساكن بمنتهي الهدوء ...

ساكن أمن ...

بسم الله ما شاء الله

يقولها كل من حولك

تنظر لهم ...

ثم له ...

دة حلو اوي يا بابا

قول بسم الله ما شاء الله

تحدق فيه و في تفاصيله الصغيرة الساكنة و تقول

بسم الله ما شاء الله

...................

يضعونه علي الفراش تجلس بجانبه

الطبيبة مستمرة في إلقاء الكثير من النصائح ...

و أنا معه فقط ...

أراقبه ...

غالق عينيه ...

يبتسم من حين لأخر ...

الملايكة بتلعب معاه

و هي الملايكة كانت بتلعب معايا و انا صغير قده برضه

كلنا الملايكة كانت بتعلب معانا واحنا صغيرين ...

عينيه يفتحها لدقيقة و يغلقها مرة أخري ....

حان وقت الرحيل ...

و علي أمك ان ترتاح ...

سنعود غدا لأخذها ...

....................

تعود في اليوم التالي

تهرول نحو غرفتها ...

تهرول نحوه ...

تستقبله مرة اخري

كما هو مستكين ...

العالم يدور من حولك كثير من الصخب و الكلام

و لكنك وجدت وجهتك ...

وجدت اخيرا أين يجب عليك ان تنظر ...

تمد يدك ...

تلمس بإصبعك أصابعه ...

تقترب من رأسه

تطبع عليها قبلة

تنظر له

و تبتسم

نعم ...

هو أنت ...

أنت من كنت أنتظره ...

مع لمساتك الأولي

مع خطواتك الأولي

سأبدء معك ...

سأرشدك ...

و ترشدني ...

سنفهم العالم سويا ...

سنلمس العالم معا لأول مرة ...

ستكون معي خليل

سأكون لك اب و اخ و صديق ...

العالم توقف عن الدوران

و الأسئلة بدئت تجاب ...

و علامات الأستفهام تتوحد ...

تهبط علي اذنه

بحبك

انا أخوك يونس

ممكن أبقا صاحبك ...

يبتسم مرة أخري

مهما قالوا عن الملائكة التي تلعب معه حاليا و ترعاه

تلك الأبتسامة

كانت لي

كان يجيب

يمكن ...

ليه لأ ...

يمكن معاك و لاول مرة ...

أعرف معني الأمان ...


هناك 15 تعليقًا:

حروف يقول...

السلام عليكم
بص الموضوع كبير ههههههههههه انا محبتش احرج ناس ولا احط صحابي في وضع حرج بين ميعادين
فقلت ان لصحابي واللي عايز يجي مفيش مشاكل بلنسبة للميعاد
فهو اول جمعه بعد العيد لو في اي حاجة الاميل علي المدونة

كل سنة وانت طيب

حعمل تعليق بلبوست الجديد ان شاء الله بعد مقراة
دمت بالف خير

عاشقه الرومانسيه يقول...

البوست رااااااائع
واحساسك فيه عالى قوى
كفايا انى وانا بقراه والله جسمى كله اقشعر من الكلام
ربنا يبارك لك فيه ويكون اخوك وابنك

**sad smile** يقول...

السلام عليكم

بوووووست رائع ومميز بكلماته الذهبية

وتدوين جميل جدا

أتمنى لك كل النجاح في التدوين

دمت بكل الود

تحياااااتي لك

dark angel

لبنــــــــــى يقول...

طريقة الوصف
تتابع الاحداث
كلو كان حلو
عشت بجو اللحظة
تقبل مروري

غير معرف يقول...

انا مش عارفه اعلق ..

وحتي لو علقت برضو مش هبقي عارفه اعلق علي كم الحب والحنان اللي في البوست والمشاعر الجميله النضيفه دي ، ولا اعلق علي الوصف الرائع والاحداث اللي عرفت ترتبها صح من غير ما تخلي اللي بيقرا يمل ، ولا اعلق علي الاحساس اللي سابق الكلام كأنه بيقوله استني انا عايز اعبر قبل ما تكتب نقطه في سطر ..

يوسف .. بجد بجد تسلم ايديك ..
عايزه اكتب كلام كتير بس عاجزه ..

maha يقول...

سلام عليك يا يوسف
باجي كتير بس منغير كومنت .. بس المرة دي القصة تحفه .. :)
شفت التفاصيل كلها .. شكل الولد الصغير و هو بيشوف راس البيبي قبل ما يتولد و دهشته .. شكل الام و هي تعبانة و بتحاول تتماسك في التاكسي .. شكل الولد و هو بيبكي ادام باب الاوضه في المستشفي .. شكل الممرضة و وجهها جامد جدا و هي ماشية ورا الام .. مش عارفه ليه حسيت انها كانت جامده اوي.. يمكن عشان مردتش علي الولد الصغير لما كان عايز يشوف اخوه وقتها كان يونس بيتنطط و عايز يشوفه و هي ماشية منغير حتي ما تلتفت له .. شكل الولدين و هما سوا كانهم في عالم تاني و مفيش غيرهم في المكان
حسيت ان الابتسامة فعلا ليونس من اخوه
حلوة جدااااااااااااااا
ربنا يخليهم لبعض يا رب
سلام
مها

محمد حسن يقول...

جميلة يا يوسف :)

ميرام يقول...

(:
حسيتهـا قووي
يمكن لأني عشتها
(: كذا مرة
(:
ويمكن لانها مليـانة بتفاصيل .. تجبرك على أن تعيش الحالة ..

الاكيد انها بجد جميــله
تحيتي
(:

حروف يقول...

عارف

جزءدة

و أنت تقف وحيدا امام باب غرفة العمليات الضخم ....

لا تستطيع ان تغلب دموعك ...

و تبدء في البكاء و أنت تقف منتظرا

و لا أحد يقترب ...

ليجيب لك اسئلتك ...

و يستمر العالم في الدوران ...

حسيت بجد انة ودام الباب ضخم تاية مش عارف في اية والله كاني شفت مشهد ودامي وعنية المحتارة بين الجدران والاسئلة اللي في راسة ويبيص لفوق وان اصوات الضحكات واصوات ناس صدي صوت من بعيد يااة
بجد تصويرك رائع للموقف
منورني دايما بزيارتك

حمدى جعوان يقول...

الله عليك ياعم يوسف
اول زياره ليا فى مدونتك ... ( يمكن مكنش عندى حظ قبل كدا )

بس بجد تسلم

غير معرف يقول...

ان كان كل ذلك البوح الرائع
لمجرد اول لمسة
فكيف بالثانية

يوسف جميلة تلك التفاصيل وجداً

روز يقول...

حلوة أوي :)
ما شاء الله

آه من قلبي يقول...

حلوة أوي بجد
اسلوبك حلو جدا
وتفاصيلك حلوة وتجبر الواحد انه يعيش الحالة
بجد اهنيك
دمت مبدعة
اتمنى تشرفيني ف مدونتي المتواضعة

آه من قلبي يقول...

حلوة أوي بجد
اسلوبك حلو جدا
وتفاصيلك حلوة وتجبر الواحد انه يعيش الحالة
بجد اهنيك
دمت مبدعة
اتمنى تشرفيني ف مدونتي المتواضعة

Unknown يقول...

اول مرور لى
عجبتنى اوى مدونتك ووصفك لنفسك فى الوضع الخاص
واسلوبك فى البوست
وفقك الله
وان شاء الله اعدى تانى من هنا
تحياتى