إحنا جيلنا يا يونس زي ورق الخريف ...عارف ايه هو ورق الخريف ؟؟؟ هو ورق الشجر إللي بيذبل من البرد و المطر و التراب ...ويقع من علي الشجرة وحيد ميت ... مكسور و مع اي لمسة الكسر بيحوله لتراب ...تراب بيرميه الريح لكل مكان

الاثنين، 14 يوليو 2008

امير المنصوري

((في يوم من الأيام انت إللي حتبقي راجل العيلة يا ( امير ) ))
ترك امير اللعب التي يلعب بها و نظر إلي والده المتقدم في السن نوعا ما و جالس علي كرسيه المعتاد داخل مكتبه
(( قصدك حبقي مكانك يا بابا ))
ابتسم بابوية و هو ينظر من خلف نظارته للمعنايين الذين تحملهما هذه الجملة
(( أيوة يا حبيبي مكاني انا ))
(( و انت حتروح فين ؟؟؟ ))
حمله والده ( سلطان المنصوري ) و اجلسه علي قدمه وهو يقول بنفس الأبتسامة
(( حكون كبرت اوي اوي اوي اوي و مش بعيد اكون مشيت خالص ))
(( مشيت عند ربنا ))
(( بالظبط ))
(( زي ماما حاتم اخويا ))
توجم وجه ( سلطان المنصوري ) وهو يقول
(( ايوة زي ماما حاتم الله يرحمها ))
(( و ساعتها حقعد علي الكرسي دة زيك ؟؟؟ ))
اطلق سلطان المنصوري ضحكة عالية ثم قال
(( انت كدة حتخليني أقلق منك ))
في نفس اللحظة دلف إلي غرفة المكتب ( حمادة الروبي ) الساعد الأيمن لـ (سلطان المنصوري) بوجه متوجم
(( سلاموا عليكوا يا حاج ))
نظر له ( سلطان المنصوري ) بهدوء و قال
(( وصل ))
(( ايوة يا حاج ))
هز رأسه بنفس الهدوء ثم قال دون ان ينظر لـ ( حمادة الروبي ) :
(( خليه يدخلي في اي وقت ))
هز ( حمادة ) راسه بنوع من الأسف و الخجل
(( زي ما تأمر يا حاج ))
ثم عاد للخروج من المكتب لكنه توقف للحظة و التفت إلي ( سلطان المنصوري )
(( عايز حد يكون معاك يا حاج اقصد اني ...))
قاطعه (سلطان) بنفس الهدوء :
(( انا قلت خليه يدخلي في اي وقت ... و لوحده ... ( سلطان المنصوري ) عارف هو بيقول ايه و عايز يعمل ايه و عمره ما حيحتاج مساعدة من حد ))
هز حمادة راسه مرة اخري بأسف و خرج عندها التفت سلطان إلي امير و كأنه نسي كل شئ و أبتسم
(( عارف يا امير انت الوحيد إللي شايف في عينيه راجل العيلة ... متفرحش بأنك تبقي راجل العيلة دي مش حاجة حلوة ... عشان تبقي راجل العيلة لازم تكون راجل ناشف ... قلبك ميت ... مايتهزش فيك شعرة... و تعرف ان أسم المنصوري اهم منك انت... و اهم مني ... و من اي حد خلقه ربنا ... حتي ابنك ...))
كاد أمير ان يقول شئ عندما دخل حاتم اخيه المكتب و من خلفه حمادة بوجه عابس غير مريح يفتح له الباب ثم يغلقه مرة أخري فهرول امير نحو اخيه فرحا
(( حاتم ))
هبط حاتم علي الأرض و احتضن امير وهو يقول
(( ازيك يا بطل عامل ايه ))
(( الحمد لله ))
(( واحشني اوي ))
نهض سلطان عن كرسيه و توجه إلي مكتبه بينما قال امير
(( انت اكثر ماكنتش بتيجي البيت ليه ))
نظر حاتم إلي والده الذي القي بدوره نظرة سريعة عليهم
(( كان في شغل بخلصه لبابا ))
(( صحيح شفت بابا قالي ايه ))
نظر له مرة اخري وهو يبتسم
(( قالك ايه يا حبيبي ))
(( قالي اني حبقي راجل العيلة لما اكبر و اقعد علي الكرسي بتاعه ))
توجم وجه حاتم و نظر لوالده الذي كان اصبح خلف مكتبه و القي كل منهما نظرات عابسة علي الأخر
(( ازيك يا حاتم ؟؟ ))
نهض حاتم عن الأرض وهو يترك امير و قال بوجه متوجم
(( الحمد لله ... ازيك انت يا حاج ..؟؟؟ صحيح امير حيبقي راجل العيلة لما يكبر ))
(( ايه يشغلك في الموضوع دة ... المهم اني لسة عايش و ان انا راجل العيلة لحد ما اموت ))
هز حاتم راسه ان لا نقاش في هذا وهو يقول
(( ربنا يديك طولت العمر ))
هزز سلطان راسه ثم قال
(( و طول ما انا راجل العيلة يبقي كلامي هو إللي يمشي ))
(( مظبوط يا حاج ))
(( و ماحدش يكسر كلمتي ))
(( مظبوط برضه ))
(( امال ايه إللي حصل الجمعة إللي فاتت مع ( فهمي رويشد ) مش كنا نهينا الموضوع دة و قلت فيه راي ... مش دي كانت اخر فرصة ليك بعد إللي عملته طول الوقت إللي فات ))
(( انا ماكنتش بكسر كلمتك ... بس انت قلتلي برضه و انا صغير ان اسم المنصوري فوق كل حاجة ..))
صاح المنصوري في غضب
(( و انت مش حتحافظ علي اسم المنصوري اكثر مني ... و اسم المنصوري ميبقاش غير مع راجل العيلة مش مع حد تاني و لو راجل العيلة اتهز يبقي الأسم أتهز ... و انا مش حخلي الأسم يتهز ))
(( و انا ابقي ابن راجل العيلة ... و ماسك شغل العيلة كله ... و ادري بيه دلوقتي منك ... و اسم المنصوري من اسمي ...))
(( اسم المنصوري مايبقاش غير مع راجل العيلة و العيلة مالهاش غير راجل واحد مينفعش يبقوا اثنين و طول ما انا عايش يبقي انا راجل العيلة ... وعمرك ما حتبقي ادري بشغل العيلة عني ... زي ما عمرك ما حتبقي في يوم راجل العيلة ..))
بقلق قال حاتم
((ياعني ايه ؟؟؟ ))
عندها اخرج سلطان المنصوري المسدس من الدرج المفتوح و قال
(( اسم المنصوري ميتقسمش علي اثنين ))
(( ايه ده ؟؟؟ ))
قالها حاتم في رعب و دهشة
(( فاكرني مش عارف بإللي بيدور في دماغك ... و مش عارف عايز تعمل ايه عشان تبقي راجل العيلة و تقعد علي الكرسي دة ))
(( انت اتجننت ؟؟؟ اسم العيلة و الكرسي حيجننوك ))
(( ألكرسي دة عمرك ما حتوصله ))
(( انا ابنك ))
(( انت خطر علي اسم العيلة ))
و هم حاتم بان يقول شئ أخر و لكن سلطان كانت كلمته اسبق و اسرع برصاصة اخترقت صدر ابنه الذي هوي علي الأرض مضجرا بالدماء امام عيون امير المفزوع و دلف حمادة و الرجال الغرفة بينما اقترب سلطان نحو ابنه الذي يحتضر و رغم انه مضجر بدمائه و و يلفظ اخر انفاسه بدئت شفتاه تهتز ليقول شيئا ما و بوهن و ضعف اخذت الحروف يتضح معالمها و الصوت يجد سبيله من خارج فمه إلي أذانهم (( يوما ما ستموت علي هذا الكرسي ))
لما يجبه سلطان الذي رفع مسدسه بقلب ميت و وجه جامد و اطلق اخر رصاصة في قلب ابنه الذي لفظ معاها اخر انفاسه بينما تراجع امير في انهيار وهو يبكي فالتف اليه سلطان و توجه نحوه بحزم و امسك ذراعه و انحني نحوه وهو يقول :
(( رجل العائلة لا يبكي ... اذا كنت تريد ان تكون رجل العائلة يجب ان تصبح رجل ... لا تبكي ... لا تحزن ... ولا شئ يهتز له قلبك و كرامتك سوي اسم العائلة ... هل ستستطيع ان تحافظ علي اسم العائلة هكذا ؟؟؟ هل ؟؟؟ ))
ثم نظر نحو الكرسي لينظر له أمير الذي نظر له بعيون غارقة في الدموع ثم التفت إلي والده مرة اخري الذي التفت اليه بدوره و قال :
( لا شئ اهم من اسم المنصوري ... لتصبح (( امير المنصوري )) )

ليست هناك تعليقات: